أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (زكريا نعساني)
تحرر اللواء 82 دفاع جوي واستكمل مع هذا التحرير إعلان مدينة الشيخ مسكين كمدينة محررة كان له أهمية استراتيجية وعسكرية من الثوار الذي باتوا أقرب إلى ريف دمشق وأطبقوا الحصار على النظام في آخر معاقله بريف درعا تفاصيل جديدة عن عملية تحرير اللواء 82 وأهمية العملية نستطلعها في التقرير التالي…
بينما الاهتمام العالمي يركز على القتال ضد داعش ثوار درعا يحققون انتصارا استراتيجيا بتحرير مدينة الشيخ مسكين بالكامل بعد ثلاث أعوام من الحصار المستمر الذي يضربه النظام السوري على المدينة من جبهة اللواء اثنان وثمانين الموجود على أطراف المدينة
أهمية عسكرية ومعنوية حظي بها اللواء 82, من حيث الموقع والطاقم والقدرات التسليحية التي يمتلكها, وذلك بعد أن ضم إليه عناصر وشبيحة كافة الوحدات العسكرية التي تم تحريرها في وقت سابق من داخل ومحيط مدينة الشيخ مسكين ما دفع النظام إلى العمل على تهريب بعض كبار الضباط وشحنات ذخيرة قبل ليلة من سقوط اللواء بيد الثوار
العلمية التحرير بدأت منذ نحو شهرين مع انطلاق معركة وادخلو عليهم الباب التي أسست غرفة عمليات مشتركة ضمت معظم الفصائل المقاتلة في درعا وعلى رأسهم الفيلق الأول لتبدأ بعد ذلك عمليات اقتصرت على المباغتة من الجهتين الغربية والجنوبية بسبب تمكن النظام من المحافظة على الجتيهن الشمالية المطلة على الصنمين والشرقية المطلة على ازرع
ومع احتدام المعارك فتح الثوار جبهات مثل جبهة نامر و قرفا في الشرق و الانقضاض المباغت على حاجز محطة الكهربا شرقا و السيطرة عليه و ايضا سيطرو على بلدة السحيلية و الدلي و الكتيبة ٦٠ هندسة و اصبح اللواء ٨٢ قاب قوسين أو ادنى من التحرير
الثوار تمكنوا قبل أيام من المعركة الحاسمة تحرير كل البيوت المجاورة للواء وأحكموا السيطرة بالكامل على المنطقة على اعتبار أن من يقاتل هم من أبناء الشيخ مسكين
العملية العسكرية بدأت بتقدم الكتائب باتجاه قيادة اللواء من الجنوب والغرب وحيث قاموا بقصف مقر القيادة بالمدفعية الثقيلة والرشاشات كخطوة تمهيدية سرعان ما خفت حدة القذائف من قبل أفراد النظام المحاصرين قامت كتائب الهجوم بالانقضاض على مقر القيادة وتم تحريرها بعد معركة استفاد منها الثوار طبيعة المنطقة و الاحوال الجوية و قاموا بأسر العميد قائد اللواء و العقيد قائد غرفة عمليات المعركة
الثوار تمكنوا من السيطرة على 100 رشاش,12 قاذف "أر بي جي" ,3000 بندقية آلية, 300 مسدس حربي, وكمية كبيرة من الذخائر المتنوعة, وعدد لا بأس فيه من العربات المدرعة والمدفعية المحمولة والثابتة اضافة إلى راجمات صواريخ متطورة تقع بيد الثوار للمرة الأولى على الاطلاق
تكتيكات عسكرية جديدة تجاوزت التفوق العددي والتسليحي لقوات النظام, التي أعدت كل ما تستطيع للحفاظ على تلك المواقع, حتى أن خبراء حزب الله وضباط الحرس الثوري الإيراني وخبراء روس شاركوا بوضع الخطط الدفاعية للواء 82, ويستدل على وجود هؤلاء من خلال أعداد الأسرى من الإيرانيين واللبنانيين الذي وقعوا بيد الثوار بعد تحرير اللواء, إضافة إلى الكثير من عناصر (الأسد) وضباطه
يُعدّ اللواء 82, العقدة الحيوية والإستراتيجية الهامة لقوات النظام. حيث يؤمن الطريق الدولي إلى دمشق، ويعتبر خط الدفاع الأول عن مدينة ازرع التي تحوي اللواء 12 والفوج 175 آخر معاقل النظام شرقي درعا، وبالتالي هو يُعد أهم مواقع الدفاع عن العاصمة دمشق. كما أن السيطرة على اللواء تمكن من قطع طريق دمشق درعا القديم، والتأثير على الخاصرة الجنوبية لقوات الأسد المتمركزة في الفقيع والقنية ومحجة، وصولا إلى اللواء 15و الفرقة التاسعة في الصنمين.
الأهمية التي نالها الثوار نتيجة تحرير اللواء, نتجت عن قدراته على تأمين القاعدة الخلفية لكتائب الثوار المتمركزة على الشريط الحدودي والمناطق المحيطة بالشيخ مسكين وإذا ما أضفنا للجهود الجنوبية, تلك الضربات الأخيرة التي تلقاها النظام وحليفه حزب الله في جرود عرسال وفليطة وكافة مناطق القلمون, نستطيع القول أن تحركات كتائب الثورة هناك شكلت قوة ضاغطة تتقدم من الشمال باتجاه دمشق, علما ان جمع تلك الجهود وانعكاساتها ستضع قوات النظام بين فكي كماشة تطبق عليه وقد تكون أولى بوادر التخلص من النظام, ومعها تكون الشيخ مسكين بوابة العبور إلى قلب العاصمة دمشق .