في خطوة تزيد من معاناة الأهالي في ريف إدلب والمناطق التي تسيطر عليها جبهة النصرة وزعت النصرة مناشير وهي ما تطلق عليه إسم مطويات تحذر فيها الأهالي من التعامل مع المنظمات الإغاثية الغربية والأجنبية بكافة أنواعها ووصفت ذلك النصرة بأنه تحذير من معونة الكافرين.
وجاء في المناشير التي وزعتها جبهة النصرة في ريف إدلب أن من يتعامل مع منظمات الإغاثة الأجنبية بالعمل أو بإستلام مساعدات سيكون عقابه عقاب الكفرة والمرتدين بالقتل والضرب ضرب الرؤوس داعين من سبق وتعامل مع هذه المنظمات إلى التوبة.
وبررت جبهة النصرة قرارها بحجة أن الغرب يشن حربا على الإسلام والمسلمين ولذلك يجب عدم التعامل معهم أو الوقوف معهم، وقم تم تعميم القرار ولكن حتى الآن لن يتم تطبيقه فيما يخشى الكثير من الأهالي وعمال الإغاثة القتل أو الإعتقال بعد هذا القرار.
محمد ناشط إغاثي ذكر لأخبار الآن أن هذا القرار لجبهة النصرة سيزيد أكثر من معاناة الأهالي في المناطق المحررة وأكد محمد أن الأهالي يعيشون ظروفا صعبة جدا ولا يوجد أي دخل مادي لكثير من الأهالي وغالبيتهم يعيش على المعونات والمساعدات، وقال محمد: "على جبهة النصرة أن تقوم بتأمين إحتياجات كل الأهالي الآن بعد منعها المنظمات الإغاثية وعمال الإغاثة من العمل والإستمرار في مساعدة الناس وأضاف أن جبهة النصرة بدأت تنتهج أساليب داعش وذلك من خلال تهديد عمال الإغاثة وربما قتلهم بعد هذا القرار ومصادرة المساعدات وتوزيعها تحت مسمى زكاة للمسلمين ووضع لصاقات لجبهة النصرة في محاولة لكسب ولاءات الناس بعد أن بدأ الأهالي التتملل من ممارسات النصرة وإنتهاكاتها التي لا تختلف عن ممارسات داعش ".
وبحسب ناشطين في الداخل فإن القرار الذي صدر من جبهة النصرة بعدم التعامل مع منظمات الإغاثة الأجنبية لم يتم تطبيقه بعد أو العمل به لكن تم تعميمه في المناطق التي تسيطر عليها جبهة النصرة، وأكد نشطاء لأخبار الآن أن منظمات الإغاثة لا تزال تمارس نشاطها في ظل خوف وخشية داخل عمال الإغاثة من أي إعتداء قد يتعرضون له بعد قرار النصرة.
ويعد الشمال السوري مركزا هاما لكثير من المنظمات الإنسانية والإغاثية ويتنوع عملها بين تقدم المعونات الغذائية والطبية والألبسة وكسوة الشتاء، الناشط الإعلامي بلال بيوش قال: "إن مثل هذه الاجراءات التعسفية يجب عدم القيام بها، واذا قامت بها النصرة فيجب عليها تأمين البديل للناس الذين يموتون من شدة البرد والجوع ".
وينتشر في ريف إدلب والشمال السوري الكثير من المخيمات والنازحين من جميع مناطق ومدن سوريا وجميعهم يعتمد على المنظمات الإغاثية وما تقدمه من دعم للإستمرار في الحياة وهم يعيشون ظروفا صعبة وحتى هذه المساعدات لا تغطي كل إحتياجات الأهالي والنازحين، وحذر العديد من الناشطين والإعلامين من أن تطبيق هذا القرار سيؤدي لتدهور الأوضاع الإنسانية وتدهور الحالة الصحية لكثير من المرضى منهم أمراض السكر والضغط وغيرهم وأكد ناشط في ريف إدلب أن هذا القرار لو تم تطبيقه فإن جبهة النصرة تكتب نهايتها هذه ممارسات مرفوضة ولن نقبلها وإن صمت الناشط والإعلامي خوفا من سلاح النصرة فإن الناس ستنفجر غضبا وربما نشهد تصعيدا في التظاهرات المطالبة بخروج النصرة من المناطق المحررة ".
صالح الريحاوي عامل في منظمة إغاثية ايرلندية قال إنهم لم يستبعدوا إتخاذ النصرة مثل هذا الإجراء وقال حتى بعد توزيع هذه المناشير لا نزال نعمل وفعالين ونقدم الدعم والمساعدات للأهالي، وأضاف الريحاي: "إن المدنيين لا يهمهم من يقدم لهم الاغاثة وانما يهمهم ان تستمر المساعدة التي يحصلون عليها، اما عن موضوع العاملين مع المنظمات الاجنبية فيقول الريحاوي أن غالبية العاملين سيوقفون عن العمل مع المنظمات الاجنبية بحال البدء بتطبيق القرار.