تحت شعار "لم أعد عبئاً، لقد أصبحت سنداً، سوف نبقى هنا"، تجمعت نساء مدينة كفرنبل في مركزهن النسائي مزايا بريف إدلب إصرارا منهن على الوقوف جنباً إلى جنب مع الرجل في وجه أعباء العيش وصعوبات الحياة ورفضاً لأي نوع من أنواع تغيب دور المرأة في بناء المجتمع متحديات بذلك كل التهديدات والصعوبات التي تواجههن في إشارة منهن إلى تهديدات جبهة النصرة الأخيرة.
جاء التجمع النسائي بعد ايام من قيام مجموعة تابعة لـ"جبهة النصرة" باقتحام كل من المكتب الإعلامي ومركز إذاعة راديو فريش في مدينة كفرنبل بريف إدلب بالتزامن مع اقتحام نفس الجهة لمركز مزايا وتكسير بعض محتوياته بالإضافة إلى شتم النساء ودب الرعب في قلوبهن فضلاً عن تهديدهن بقطع الرؤوس إن عدن إلى المركز لمزاولة العمل تحت ذريعة أن المركز يحوي على معدات و آليات تقوم بطباعة مجلة "سورينتا".
وفي مقابلة خاصة أجرتها أخبار الآن مع السيدة "غالية الرحال" مديرة المركز وصفت فيها "الرحال" حادثة الاقتحام "بالهمجية" قائلة: "بالرشاشات وبالبنادق الروسية وبدون سابق إنذار اقتحموا المركز وكأنهم يقتحمون نقطة عسكرية تابعة للنظام السوري" مضيفة : "من يقوم بنصرة الإسلام لا يدخل على النساء وهن في لباس غير شرعي وبدون إذن مسبق و كذلك من يدّعي نصرته للرسول الكريم لا يقوم بشتم النساء المسلمات ووصفهن بالعاهرات والكافرات والسافرات فضلاً عن اتهامهم لنا بإساءتنا لرسولنا وقدوتنا و إهانة كرامتنا".
وبحسب السيدة "غالية الرحال" فإن مركز مزايا النسائي قد تأسس قبل سنتين بدعم من المكاتب الثورية في الداخل ويستقبل شهرياً مابين مئتين وثلاثمئة متدربة من الإناث لما يقدمه من دورات مجانية في عدة مجالات مثل تعليم القرآن، ومحو الأمية، والإسعافات أولية، والنسج ، والخياطة، والحاسوب ، ولف وتزيين شعر، بالإضافة إلى المحاضرات الأسبوعية المختصة في مجال دعم المرأة النفسي للتأقلم مع واقع الحرب وانخراطها في المجتمع، كما أصبح أيضا هذا المركز سبباً في إيجاد فرص عمل لكثير من المتدربات من خلال الخبرة التي تخرج بها المتدربة بعد الخبرة والشهادة التي تحصل عليها المتدربة من المركز. و قد تعرض هذا المركز قبل شهرين من الآن تقريباً للحرق من قبل مجهولين ولكن ذلك لم يمنع النساء من العودة إلى المركز مجدّدا بعزيمة أثبت وروح أقوى.