بعد 45 يوماً من إغلاق معبر (ببيلا – سيدي مقداد)، سمح نظام الأسد بإدخال ثلاث شاحنات محملة بالخبز والخضار للأهالي في جنوب دمشق.
وشهدت البلدات الثلاثة "ببيلا، يلدا، بيت سحم" احتجاجات استمرت لأسبوعين تقريباً، اعتصم خلالها أهالي جنوب دمشق أمام المعبر، ورفعوا اللافتات التي تحذر من "صبر الحليم إذا غضب"، كما كان مكتوباً على أحدها.
وأكد الناشط "رائد الدمشقي" أنه وبالرغم من توقيع هذه البلدات هدنة مع نظام الأسد في جنوب دمشق، إلا أن المواد الغذائية والطبية لم تدخل المنطقة كما تم الاتفاق، ولم تسمح قوات الأسد للمنظمات الدولية بالدخول للمنطقة إلا مؤخراً، حيث دخلت قافلتان من الهلال الأحمر السوري بتاريخ 12-1-2015 من معبر ببيلا، وكانت حصيلة الوجبات الغذائية التي أدخلت قرابة ثلاثة آلاف سلة غذائية فقط، بينما حصلت منطقة السيدة زينب على ثلاثة عشر ألف سلة غذائية من الهلال الاحمر السوري بعد أيام فقط من دخول سابقتها لبلدة ببيلا، ومن المعلوم أن المسيطر على السيدة زينب هم ميليشيات أجنبية تابعة لإيران، ويسكنها غالبية شيعية".
لم يتوقف الأمر على معبر ببيلا فحسب، إنما يشهد مخيم اليرموك إغلاق معبره من جهة منطقة الزاهرة بحي الميدان الدمشقي الواقع تحت سيطرة قوات النظام وميليشياته، والذي مضى على إغلاقه شهرين متتاليين ولم يسمح النظام بدخول المساعدات سوى مرة واحدة خلال شهرين، حيث يشهد افتعال اشتباكات من قبل لجان الدفاع الوطني التابعة لنظام الأسد، وميليشيات فلسطينية تابعة لأحمد جبريل، وأخرى تسمى "فتح الانتفاضة" بغية منع دخول المساعدات لمخيم اليرموك.
وفي تقرير للمركز السوري للإحصاء والبحوث، وثق خلاله سقوط ثمانية وسبعين ضحية، كان الحصار عاملاً أساسياً في وفاتهم، من بينهم واحد وسبعون ضحية في مخيم اليرموك بينما توزع الباقي على الأحياء الجنوبية لدمشق التي تشهد الحصار ذاته.
ويخشى الأهالي من عودة شبح الحصار الذي خيم على جنوب دمشق العام الماضي، والذي عاد مجدداً في ظل إغلاق المعابر بشكل تام من قبل قوات الأسد، بالرغم من وجود هدنة بين قوات الأسد وكتائب الثوار، والتي كان من أهم شروطها السماح بإدخال المواد الغذائية بشكل كافٍ للمنطقة، لكن الشروط التي وقع عليها النظام والثوار، يبدو أن نظام الأسد يطبق منها ما يشاء حسبما يوافق مصالحه.
كتائب الثوار في البلدات الثلاث، أعلنت في بيان صادر عن مجلس الشورى الخاص بها تهديداً لقوات الأسد بإلغاء الهدنة في حال استمر النظام بإغلاق المعابر، وبذلك يعود القتال والاشتباكات مجدداً مع محاولة الثوار ضبط النفس، وأن العواقب لن تكون على ما يرام إن أصرت قوات الأسد على الذل الذي تمارسه بحق أبناء جنوب دمشق، في حين يعتبر الأسد أن ادخاله لسيارتين من المواد الغذائية فضلاً كبيراً على أهالي المناطق المحاصرة واستغلال ذلك إعلامياً فقط.