جاء إليهم أبو عبد الله التونسي قائد جبهة النصرة في ادلب وطلب منهم تطبيق الشرع الإسلامي وفق منظورهم المتشدد، والذي يقوم على المغالات بشكل بعيد عن تعاليم الدين الإسلامي السمح.
الموحدون الدروز في جبل السماق في ادلب والذين عرف عنهم وقوفهم إلى جانب الثورة السورية، اليوم باتوا تحت رحمة جبهة النصرة حيث فرض عليهم اتفاق بالقوة وأهم بنوده: هدم مقامات دينية خاصة بالموحدين الدروز الموجودة في منطقة جبل السماق ونبش القبور واعتبارها مقامات شركية، وفرض الحجاب على الفتيات وليس الحجاب الخاص بطائفة الموحدين الدروز، وهذا ما يعتبر استفزازاً لكل من هو موحد درزي في منطقة الشرق الأوسط لكونه يمس في عقيدة الدروز وتقاليدهم، وقد تم فرض هذا الاتفاق بالقوة في كل القرى الدرزية في جبل السماق، وهي (كفرمارس،بنابل،تلتيتا،جدعين،حلة،عبريتا،ككو،كفتين،بشندلايا،معرةالأخوان،بشندلتي،بيرةكفتين،قلبلوزة،كفركيلا).
من ضمن البنود أمور أخرى كتوفير أماكن للصلاة ضمن القرى، وعدم الاختلاط في المدارس، وهي أمور لا يتعرض عليها الموحدون الدروز لكون أماكن الصلاة (الجوامع) موجودة ضمن أماكن سكنهم، والاختلاط كما هو معروف يكون حتى سن معين ومن ثم يتم التفريق، وهذا الأمر كان مطبقاً في كل سورية قبل الثورة السورية في المدارس الحكومية، وهو أمر يفرضه الدروز أيضاً على أبنائهم، وقد تم فرض هذا الاتفاق من باب وضع هذه الطائفة تحت رحمة جبهة النصرة، وبالتالي فرض قواعد اللعب في المنطقة، في حين أن هناك من يؤكد أن هذا الاتفاق لن يدوم وأن هناك جهات دولية بدأت بالضغط في سبيل رفع يد جبهة النصرة بطريقة أو بإخرى عن القرى الدرزية بعد تحرك سياسي درزي لبناني.
هذا في شمال سوريا، أما في جنوبها فالأمر يختلف تماماً، فحالة الصمت وأخذ موقف الحياد الذي كان معروفاً عن طائفة الموحدون الدروز في مدينة السويداء يبدو إنه تغير بعد قيام مجموعة من رجال الدين في قرية المرزعة باقتحام حاجز لفرع المخابرات الجوية، وتهديمه وإزالته بعد قيام عناصر الحاجز الكائن أمام مبنى الاستخبارات الجوية في المدينة، على إطلاق النار على باص كان يقل ركاباً إلى بلدة المزرعة والقرى المحيطة فيها بحجة أن أحد ركابهم مطلوب للخدمة العسكرية.
وتعتبر هذه الخطوة الأولى من نوعها في المدينة، وقد كان قبلها صدامات عديدة تمثلت في اقتحام إحدى شعب التجنيد في المدينة، وتحرير شبان تم اعتقالهم من قبل الأمن لأجل سحبهم إلى الخدمة في جيش نظام الأسد، وخصوصاً أن المدينة قد باتت رافضة لإرسال أبنائها للخدمة في جيش نظام الأسد منذ أكثر من سنة، وفيها مئات الشبان المنشقين الذين عادوا الى بيوتهم ورفضوا الالتحاق بخدمتهم في حين يصل عدد المطلوبين للسوق إلى المئات.
من جهة أخرى تناقلت صفحات التواصل الاجتماعي فيديو لأحد رجال الدين الموحدين الدروز وهو الشيخ فهد البلعوس المعروف في المدينة ولديه عدد من الأتباع من رجال الدين والمدنيين، وهو يهدد نظام الأسد ويوجه اليه الاتهامات بأنه السبب في موت العديد من الشبان غدراً على الحواجز التابعة للنظام أثناء خدمتهم العسكرية، بالإضافة الى قتل المعتقلين المعارضين من أبناء المدينة تحت التعذيب، والذي أثار موجة غضب لدى الموالين لنظام الاسد، حيث دعى أحدهم عبر إحدى صفحات الموالية للنظام الى قصف المدينة، مما أثار موجة غضب من كافة أبناء مدينة السويداء بمختلف انتمائاتهم الفكرية والسياسية وكانت الردود ضد نظام الأسد غاضبة.