فقدت أربعة من أهل بيتها من بينهم زوجها وتنقلت في عدة مناطق سورية كالغوطة الشرقية وحماة والرقة إلى أن انتهى بها المطاف إلى تركيا، وفي بلد اللجوء عملت في عدة مجالات وتحملت كل الصعاب لكسب قوت يومها، حكاية أحلام، إحدى حكايات الأمل والصمود.
خرجت بأطفالها الثلاثة من الغوطة الشرقية بعد أن قضى زوجها على أيدي قوات النظام السوري قبل سنتين، وتنقلت في عدة مناطق سورية كالرقة وغيرها، أحلام، الخريجة الجامعية في الشريعة الاسلامية، تروي لأخبار الآن قصة معاناتها.
تقول أحلام: "بدأ مرض ابني في الرقة اثر استنشاقه للغازات السامة والبارود جراء القصف المتواصل على مدينة الرقة من قبل النظام السوري، وبعد ثمانية أشهر من المعاناة استشهد على أعتاب المشفى الوطني في المدينة وكان قد سبق ذلك استشهاد والدي بشهر و بعد أربعة اشهر من استشهاد ابني استشهد شقيقي و الذي كان نبأ استشهاده قد قصم ظهري".
وبعد أن فقدت هذه المرأة أربعة من أركان بيتها، لم تجد أمامها سوى اللجوء إلى تركيا مع والدتها المريضة، طلبا للأمن والأمان وبحثا عن عمل قد يسد رمق أطفالها ويكفيها وإياهم الحاجة والسؤال، فعملت أحلام في عدة مجالات مختلفة نظرا لما يترتب عليها من أعباء مادية في بلد اللجوء.
تتابع أحلام حديثها: "اضطريت أن أعمل في مشغل خياطة وفي مخبز وكان العمل جدا صعب لكوني خريجة جامعية ولست على دراية بالعمل سوى مهنة التدريس فكانت ساعات العمل طويلة تصل حتى اثنتي عشرة ساعة يوميا، عملت في مهنة التدريس ولكن اضافة الى هذه المهنة اضطررت للعمل في مجال السكرتارية بسبب انخفاض الأجور ولكي أستطيع أن أقوم بأعباء البيت من تكاليف ومصروف لكوني أصرف على عائلتين وعلى أمي المريضة أيضا".
وكبقية الأمهات العاملات، يعتبر يوم العطلة عند أحلام فرصة لترى فيه أطفالها وترعاهم، وتعوضهم ولو شيئا يسيرا مما فقدوه، فهم أملها الوحيد والمتبقي بعد أن تلاشت أحلامها وتبددت، و إن ابتسموا ابتسمت لها الحياة.
تضيف أحلام قائلة: "لا أستطيع أن أرى أولادى إلا يوم الأحد فهو يوم عطلتي، أحاول أن أخرج واياهم الى الحدائق ليلعبوا ويفرحوا، أحاول أن أعوضهم ولو شيئا بسيطا من الأشياء التي فقدوها أنا أعيش من أجلهم وعندما أراهم سعداء أنسى معاناتي وأنسى ألمي و أستطيع أن أقول بكرا أحلى ان شاء الله ".
تلك هي حكاية أحلام والتي لم تنته فصول معاناتها بعد وهي نموذج لعدد كبير من الحكايات والقصص التي خلفتها الحرب الدائرة في سوريا، ولكن رغم معاناة أبطال هذه القصص إلا أنهم لازالوا يأملون بغد أفضل.