بعيارها البالغ 240 ملم، وطولها البالغ قرابة متر ونصف، تعتبر قذيفة الهاون M-240 أكبر قذيفة هاون في العالم، هذا الهاون السوفيتي (M-240) هو أضخم مدفع يمتلكه نظام الأسد، وهو أحد أضخم مدافع الهاون العاملة في العالم.
دخل الخدمة في الجيش السوفيتي عام 1971، ووصل إلى سوريا عام 1982، ليظهر في المناورات التي عرض فيها النظام قواته البرية عام 2012، إضافة لظهوره في عدد من الفيديوهات التي توضح قصف جيش النظام للمدن (يملك النظام عدداً محدوداً منه).
هذا الهاون هو الأكبر في كل شيء حتى في مداه الأقصى البالغ 9650 متراً، فهو بذلك ليس فقط الأكبر في العيار، لكن أيضاً الأكبر في المدى (بسبب محدودية زوايا إمالة السبطانة لهذا لا يستطيع الرماية على أهداف أقرب من 800 متر).
مواصفات الهاون وقذيفته
يبلغ وزن هذا الهاون أربعة اطنان، ومكون من عدة أجزاء أهمها السبطانة ثم جهاز التسديد وحلقة التثبيت على الأرض، وله إطاران بحيث يمكن جره خلف شاحنة عسكرية تحمل ذخيرته والطاقم.
تعتبر قذيفته أكبر قذيفة هاون في العالم بوزنها البالغ 130 كغ (شديدة الانفجار)، فطولها البالغ قرابة متر ونصف وعيارها 240 ملم، يعتبر أكبر بكثير من أي هاون أخر (أقرب عيار سوفيتي للهاون هو 160 ملم).
تشبه قذيفته باقي قذائف الهاون الأخرى وتعمل بنفس الطريقة، ما عدا حجمها الكبير، حيث تحتوي على 32 كغ من المتفجرات، وهي بوزنها تعادل قنبلة طائرة (fab100) التي تلقيها طائرات النظام، حيث يبلغ القطر الخطر لشظايا القذيفة حوالي ستين متراً.
عادة ما تشحن قذائفه في صناديق مفردة، وقبل الإطلاق تحمل من قبل خمسة أشخاص بواسطة أداة خاصة تشبه العصا وتحتوي مشبكاً، ومن ثم يركب الصاعق في مقدمتها وهو صاعق طرقي (يفجر القذيفة عند الاصطدام)، إضافة لتركيب الحشوة الدافعة للقذيفة والحشوات الدافعة الاضافية (الحلقات).
يتميز بكونه عكس مدافع الهاون الأخرى يتم تلقيمه من الخلف (بسبب استحالة تلقيمه من الأمام)، فيتم إمالة السبطانة البالغ طولها خمسة أمتار ونصف إلى الوضع الأفقي، ثم تدفع فيها القذيفة من الخلف وتغلق السبطانة ليعاد رفعها بعدها ثم التسديد والرمي بواسطة حبل متصل بآلية الاطلاق.
يتم التسديد بنفس طريقة الهاونات الأصغر، حيث لا يتطلب سوى تحديد سمت وزاوية الإطلاق بناء على بعد الهدف، ويوجد جهاز التسديد على يسار المدفع ويستطيع طاقمه المكون من خمسة أفراد إطلاق قذيفة كل دقيقة.
يستغرق نشر هذا الهاون وقتاً طويلاً يصل إلى خمس وعشرين دقيقة، كذلك يحتاج وقتاً طويلاً يصل إلى عشرين دقيقة أيضاً للانسحاب به إلى موقع أخر بعد الرمي، وهذا ما يعتبر أحد أكبر عيوبه فهو عرضة للنيران المعادية مباشرة بعد الإطلاق، وزمن الانسحاب الطويل يجعله هدفا سهلاً.
(حلت هذه المشكلة بنصب الهاون على عربة مجنزرة لكن النظام لم يحصل عليها).
قبل أن يستخدم هذا المدفع في سوريا، كانت له حصة كبيرة من الدمار الذي سببته القوات الروسية في الشيشان وأفغانستان، ويستخدم حالياً بنفس الطريقة بيد نظام الأسد، وتعتبر قذائفه من أوائل القنابل الضخمة التي ألقيت على الشعب السوري، وبدأ النظام باستخدامه قبل أن يشرع بالاستخدام المكثف لطائراته.
وتعتبر أحياء حمص الثائرة هي المكان الذي شهد توثيق أول استخدام له، فيوجد فيديو يظهر بوضوح ذيل احدى قذائفه التي سقطت على حي الوعر بتاريخ 1622012، كما يقصف بها حالياً عدداً من المناطق في ريف حماة الواقعة تحت سيطرة الثوار.
ويستخدم في عمليات القصف على الغوطة الشرقية المحاصرة بريف دمشق منذ أكثر من عامين إلى اليوم.