أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (غرفة الأخبار)
كان للملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز دور سياسي مؤثر إقليميا ودوليا، خاصة فيما يتعلق بالشأن السوري. فقد ساهم العاهل السعودي بدعم حق السوريين في اكتساب الحرية من نظام الأسد وإغاثة المحتاجين في الداخل السوري وفي دول الجوار. التفاصيل في التقرير التالي.
بخطاب وصف بالتاريخي.. كان إعلان العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز دعمه ثورة الشعب السوري الذي اختار الخروج عن صمته والوقوف في وجه انتهاكات الأسد ونظامه. ففي الثامن من شهر اغسطس من عام ألفين وأحد عشر قال الملك عبد الله إن ما يحدث في سوريا لا تقبل به المملكة العربية السعودية وأن الحدث أكبر من أن تبرره الأسباب، وطالب بإيقاف آلة القتل وإراقة الدماء وتفعيل إصلاحات شاملة في البلاد، موكدا على أن المملكة تقف اتجاه مسؤوليتها التاريخية نحو اشقائها. واستُدعى السفير السعودي في سوريا للتشاور.
وفي الخطاب ذاته قال الملك عبد الله إن مستقبل سوريا بين خيارين إما الحكمة أو الفوضى. غير أن حكمة الأسد لم تكن على قدر نظرة الملك عبد الله في استشراف المستقبل، حتى وقعت سوريا في الفوضى التي حذر منها الملك الراحل.
حاول الملك عبد الله بن عبد العزيز من خلال الثقل السياسي الذي تحظى به السعودية إقليميا ودوليا بالوصول إلى حلول تنهي معاناة الشعب السوري التي ازدادت بإزدياد عنف نظام الأسد خلال نحو أربع سنوات من عمر الثورة، غير أن الدول الحليفة للأسد ومنها روسيا والصين وإيران كانت تقف في وجه أية مبادرات لإنهاء العنف المتصاعد.
حظيت المعارضة السورية وعلى رأسها الإئتلاف الوطني السوري كونها الممثل الشرعي بالدعم الكبير من قبل الملك عبد الله، فكان الإصرار على اسقاط الشرعية عن الأسد والإصرار على طلب مقعد سوريا في الجامعة العربية للمعارضة وليس للنظام.
لم يتوانى العاهل السعودي الراحل عن دعم الشعب السوري من خلال المبادرة تلو الأخرى، والمحملات والقوافل الإغاثية المتلاحقة للتخفيف من المعاناة الكبرى التي يعيشها النازحون في سوريا واللاجئون في دخول الجوار.
كانت الأيادي البيضاء للعاهل السعودي تصل إلى كثير من المحتاجين والمتضريين من آثار قصف النظام للمدنيين. فقد وجه الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز قبل عدة أيام بإعماد مشروع تأمين وتوزيع وقود التدفئة على الأشقاء السوريين ضمن حملت سميت "الحملة الوطنية السعودية لنصرة الأشقاء في سورية" وذلك لتلبية الحاجة الملحة للسوريين في كل من الأردن ولبنان وتركيا في ظل الظروف المناخية القاسية التي تعرضت لها المنطقة مؤخرا من برد وثلوج.
كان للسعودية وعلى رأسها الملك عبد الله دورا فاعلا في مجريات الأحداث وتطورها على الساحة السورية، فكان دعمه لثورة الشعب دافعا إلى الضغط على النظام في سوريا لتحقيق تطلعات وآمال السوريين في مستقبل مشرق يحفظ للجميع حقه في الحرية والكرامة.
هيثم المالح – بروكسل