أخبار الآن | تقرير عسكري (راني جابر)

تناقل عدد من النشطاء خلال الأيام الماضية، خبر إقلاع طائرة مروحية من مطار حميميم العسكري، وإلقائها ستة براميل متفجرة دفعة واحدة على كفرزيتا بتاريخ ٣١-١٢-٢٠١٤.

ويفترض الخبر أن الطائرة كانت غريبة الشكل ومن غير المعتاد رؤيتها في تلك المنطقة، وأنها ألقت براميلها دفعة واحدة.

نظراً لعدم وجود فيديو يوضح ماهية هذه الطائرة، يوجد عدة فرضيات  لهذا الخبر، منها سوء تحديد نوع الطائرة أو أن النظام فعلياً استخدم إحدى مروحياته البحرية لقصف الأرضي هذه المرة.

ويمتلك نظام الأسد مطاراً واحداً فقط يحتوي مروحيات بحرية، يدعى مطار حميميم في المنطقة الساحلية، ويحتوي قسماً مدنياً تابعاً نظرياً للسورية للطيران وقسما عسكرياً.

كما يعتبر المطار مقر السرب 618 الذي يحوي مجموعة الطائرات المروحية من نوعين (مي14 – كاموف27) وهي مروحيات بحرية، قد تكون هاتين النوعيتين من الطائرات العسكرية هي الأقل استخداماً ومشاركة في الحملات الجوية لنظام الأسد لعدة أسباب، منها اختصاص هذه المروحيات إضافة لكون قاعدتها الأساسية هي مطار حميميم الموجود أقصى غرب البلاد، وطبيعة حمولة هذه الطائرات و(حتى طريقة تحميلها) فهي غير قادرة على حمل البراميل المصنعة محلياً.

ويتركز عمل هاتين المروحيتين على الغواصات والسفن، فحمولتها أساساً (قنابل أعماق وطوربيدات)، وتعتبر الأقل تسليحاً، وقدرة على حمل الأسلحة لدى النظام إضافة لحملها تجهيزات استطلاع، وكشف للغواصات.

المروحية كاموف 27

(وهي الأغرب شكلاً)، يملك النظام مروحيتين من النسخة التصديرية لهذه الطائرة وصلت في 1990 تميز بمروحيتين بدل الواحدة، وعدم وجود مروحة في الذيل (القصير جداً).

وتعمل مع السفن بشكل وثيق فتحتوي بعض السفن مهابط لها (لا يمتلك نظام الأسد أي سفينة بمهبط مروحيات).

تحمل طوربيداً و(قنابل أعماق) إضافة لرادار وسونار (يجب أن يغطس السونار في الماء ليعمل، ويتم ذلك بواسطة كبل يحمل السونار، وتقترب الطائرة من الماء ليغطس السونار فيه).

طاقمها أربعة أشخاص وتستطيع الطيران بارتفاع يصل إلى خمسة كيلومترات، ويبلغ مداها 900 كم، وتطير بسرعة 240 كم في الساعة.

كما تستطيع حمل حتى ثماني قنابل أعماق وزن 250 كغ (تستخدم قنابل الأعماق ضد الغواصات وهي مخصصة للانفجار تحت الماء فيتولد عنها موجة ضغط كبيرة كافية لتدمير جسم الغواصة).

لا توجد لها فيديوهات خلال أعمال قصف في سوريا، لكن يوجد لها العديد من الفيديوهات أثناء المناورات البحرية لقوات الأسد 2012 وقبلها.

المروحية (مي14)

 تعتبر النسخة البحرية من (مي 8) طاقمها أربعة أشخاص، مخصصة للخدمة مع القوات البحرية بأدوار متعددة فدورها الأساسي هو حوامة مضادة للغواصات، وممكن أن تعمل في دور البحث والإنقاذ والنقل.

تحمل راداراً وسوناراً مشابهاً لسونار (كاموف27) وطوافات تجعلها قادرة على العمل على سطح الماء مباشرة، إضافة لقدرتها على إلقاء قنابل الأعماق المضادة للغواصات والطوربيدات المضادة للسفن فلها دور ثانوي في النقل (على الرغم من أنه الدور الذي استخدمت به خلال كامل فترة خدمتها في سوريا، ولم يسجل لها أي حالة تدمير لأي غواصة أو أي هدف بحري معادي فآخر اشتباك بحري لجيش النظام يعود لما قبل فترة دخولها الخدمة في سوريا).

دخلت الخدمة عام 1984 عندما تسلم النظام أول دفعة منها فبلغ مجموع ما استلمه النظام منها عامي 1984 و 1985 حوالي 20 طائرة، وتظهر بعض الصور من مطار حميميم ملتقطة عام 2007 الحالة الفنية التعيسة لعدد من هذه الطائرات، ما يوحي أن قسما منها خرج من الخدمة (يعتقد بوجود 12 منها فقط صالحة).

ويملك النظام نوعين منها نوع مضاد للغواصات (15حوامة) ونوع معدل للبحث والإنقاذ البحري (5 حوامات).

تبلغ حمولتها حوالي طنين، بذلك تستطيع إلقاء ثمانية قنابل أعماق وزن الواحدة 250 كغ دفعة واحدة، وتحتوي تلك القنابل على نوعين من الصواعق، طرقي ينفجر عند اصطدامها بالأرض أو (هايدروستاتيكي) يعمل عند وصول الضغط على القنبلة لحد معين، يدل على وصولها لعمق محدد تحت الماء، وتُستهدف الغواصات أساساً بهذه القنابل.

لم يسجل نشاط ملحوظ لهذه الطائرة خلال الحرب في سوريا وربما يعزى ذلك لانخفاض نشاطها حقيقةً أو صعوبة تمييزها عن باقي طائرات (مي8) عند طيرانها لسقف ارتفاعها البالغ بحدود 3500 متر (عملياً يمكن تمييزها من الألوان المختلفة التي تميل للأبيض والأزرق ومن انتفاخ حاضن الرادار الموجود في مقدمة بطن الطائرة).

تنحصر الفيديوهات الموثقة لطيران هذه المروحية بتسجيل مرورها فوق بعض المدن والبلدان في المناطق الساحلية بدون تسجيل أي هجمات بالفيديو، ولكن يوجد لها أكثر من فيديو خلال المناورات البحرية التي أطلقها النظام في2012.

لم تعرف حقيقة ما حدث في كفر زيتا في آخر يوم من العام الماضي، ولكن لو تأكد خبر استخدام إحدى هاتين المروحيتين، وإلقائهما لقنابل الأعماق على المدنيين، فستكون تلك (سابقة تاريخية) تسجل لنظام الأسد اضافة لاستخدامه الألغام البحرية في القصف الجوي.