توفي أحد عشر شخصاً في مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في سوريا خلال أسبوع بينهم سبعة أطفال بسبب البرد الناتج من العاصفة الثلجية التي ضربت دولاً عدة في الشرق الأوسط، وذلك حسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان امس، موضحا ان عدد الذين توفوا الأحد في سوريا بسبب تدني درجات الحرارة ارتفع إلى ستة، بعد مقتل طفلة ورجل في اليوم ذاته.
وبين يومي الأربعاء والأحد، كان المرصد قد أفاد عن وفاة خمسة أشخاص آخرين للسبب ذاته.
وجاء في بريد إلكتروني للمرصد أن "الأحوال الجوية السيئة والعاصفة الثلجية التي تضرب مناطق واسعة في سورية أسفرت عن مفارقة ستة مواطنين الحياة يوم أول من أمس، نتيجة سوء أوضاعهم الصحية وسوء الأحوال الجوية وانعدام التدفئة".
والضحايا هم: طفل من مدينة البوكمال ورجل من مدينة الميادين في ريف دير الزور شرق البلاد، وطفلتان توأمان لم تتجاوزا اليومين من عمرهما في حي الفردوس في مدينة حلب شمال البلاد، ورجل من حي المغاير في مدينة حلب، وطفل من منطقة بيت سحم في ريف دمشق الجنوبي، وطفل في ريف درعا جنوب البلاد.
وفي وقتٍ لا تزال العاصفة الثلجية «هدى» التي تضرب منطقة شرق المتوسط تلقي بظلالها على سير الحياة اليومية، مخلفةً ضحايا جدداً في قطاع غزة وسوريا ومعطلةً عمل الوزارات والجامعات الأردنية، تحدثت تقارير أمس أن «هدى» لن تكون إلا بداية لسلسلة من العواصف القطبية غير المسبوقة لهذا العام ستتوالى على منطقة بلاد الشام، حيث توقعت هبوب موجة جديدة الأربعاء أشمل وأشد، بل وصفتها بأنها قد تكون «كارثة طبيعية من الدرجة الثانية».
وأجمعت هيئات الأرصاد الأوروبية والروسية في تقرير نشر أمس على أن «منطقة الشرق الأوسط ستكون تحت تأثير واحدة من أعنف العواصف الثلجية عبر تاريخها نتيجة تعرض الجزء الشمالي من القارة الأوروبية إلى سلسلة من المرتفعات الجوية التي ستدفع بالموجات القطبية القادمة من سيبيريا والشمال الروسي الى الجزء الشرقي لحوض البحر المتوسط».
وأكدت عدة مصادر ان الموجة الثانية من العواصف الثلجية ستضرب كلا من سوريا ولبنان والأردن وفلسطين مساء بعد غدٍ الأربعاء وقد تمتد الى اجزاء من الجزيرة العربية في ظاهرة تحدث لأول مرة منذ اكثر من 80 عاماً.
ولفتت مصادر في الهيئة المشتركة للتنبؤات الجوية الأوروبية إلى ان الموجة الثلجية القطبية ستغطي جميع بلاد الشام بما فيها المناطق الساحلية من اللاذقية في سوريا الى مدينة غزة جنوبا باستثناء منطقة غور الأردن، حيث لم تشهد المناطق الساحلية السورية تساقط الثلوج منذ خمسينات القرن الماضي.
وتشير التوقعات الأولية الى ان «ارتفاع الثلوج قد يتجاوز المترين في المرتفعات التي تزيد عن 800 متر في حين تتراكم الثلوج في جميع المناطق التي ترتفع عن سطح البحر وهو ما يشكل تحديا كبيرا للأجهزة العاملة في هذه الدول».
وفي نفس السياق، حذر خبراء في الكوارث الطبيعية ان البلاد التي ستضربها العاصفة المقبلة «ستتعرض إلى ما يشبه الكارثة الطبيعية من الدرجة الثانية وهو ما قد يتسبب في خسارات هائلة في الأرواح والممتلكات نتيجة عدم جهوزية المؤسسات العاملة في المنطقة لمثل هذا النوع من الكوارث».