تمكنت جبهة النصرة بالتعاون مع قوات جيش المهاجرين والأنصار وجبهة أنصار الدين، من اقتحام بلدتي نبل والزهراء المواليتين للنظام السوري شمال حلب، بعد هجوم كبير شنته قوات جبهة النصرة وقوات المعارضة على البلدتين منذ غروب شمس يوم أمس.
حيث قامت قوات جبهة النصرة بالتسلل من بلدة ماير نحو بلدة نبل الواقعة غربها لتقوم باستهداف المتاريس التي تستخدمها قوات النظام السوري والمليشيات المحلية التي تقاتل إلى جانبها بالرشاشات الثقيلة والمتوسطة وقذائف الدبابات، لتتمكن قوات النصرة والمعارضة من إجبار قوات النظام على الانسحاب من خطوط دفاعها الأولى إلى داخل بلدة نبّل.
تواصلت الاشتباكات بعد ذلك في القسم الشرقي من بلدة نبل لساعات، قبل أن تجبر قوات النظام السوري و المليشيات المحلية المتحالفة معها قوات "النصرة" على الانسحاب من النقاط التي سيطرت عليها داخل بلدة نبّل، لتتراجع قوات "النصرة" نحو ورشة الحديد ومنشر الحّر في مدخل بلدة نبًل الشرقي على طريق نبّل-ماير.
تزامن كل ذلك مع هجوم آخر شنته قوات جبهة النصرة انطلاقاً من منطقة الطامورة جنوب بلدة الزهراء التي تسيطر عليها قوات النظام السوري، حيث اوضح أبو أحمد الشامي أحد القادة الميدانيين في جبهة أنصار الدين أن لأخبار الآن أن سبع دبابات تابعة للنصرة تقدمت نحو الحي الجنوبي من بلدة الزهراء وتمكنت من استهداف نقاط تمركز قوات النظام في المنطقة، قبل أن تتمكن قوات النظام من اعطاب دبابتين من الدبابات المستخدمة في الهجوم ليجبر ذلك قوات النصرة والمعارضة على الانسحاب والتراجع مجدداً.
وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى سقوط أحد عشر قتيلاً على الأقل من عناصر المليشيات المحلية الموالية لقوات النظام في بلدتي نبل والزهراء اثناء الاشتباكات التي اندلعت أمس في المنطقة في مقابل سقوط ست عناصر من جبهة النصرة على الأقل، كما اشار المرصد إلى تكمن قوات النظام من اعطاب دبابتين لجبهة النصرة اثناء هجومها على بلدة الزهراء.
وتعتبر بلدتا نبّل والزهراء آخر معاقل قوات النظام السوري في ريف حلب الشمالي، وهما تقعان تحت حصار بري كامل من قوات المعارضة السورية وجبهة النصرة منذ أكثر من سنتين، الأمر الذي دفع قوات النظام السوري إلى محاولة فتح طريق إمداد بري للبلدتين عن طريق محاولة التقدم في ريف حلب الشمالي انطلاقا من سجن حلب المركزي الذي تسيطر عليه قوات النظام، إلا أن استماته قوات المعارضة في الدفاع عن مناطق سيطرتها في ريف حلب الشمالي وخصوصاً في منطقة الملاح أدى إلى فشل جميع محاولات قوات النظام الرامية لفك الحصار عن البلدتين إلى الآن.