ضربت العاصفة "هدى" ليل الثلاثاء الماضي خيم اللاجئين السوريين في لبنان والأردن بغير هدى، وبسرعة رياح قالت الأرصاد الجوية اأنها قاربت الـ 100 كم في الساعة، الأمر الذي هدم عدة خيام للاجئين في مخيم الزعتري، وقطعت الكهرباء عن معظمها بفعل الرياح القوية، ما تطلب استنفاراً لفرق الدفاع المدني لنجدة العوائل المتضررة.
ناشطون من داخل المخيم أطلقوا نداءات لإغاثة الغالبية العظمى من اللاجئين وهم من الأطفال والنساء على وجه الخصوص، وقالوا أن الكثير من الأطفال أصيبوا بتقرحات جلدية نتيجة تعرضهم لموجة البرد القطبية، مشيرين إلى أن المخيم يحتوي على ما يقارب الـ 400 سيدة من الحوامل بحاجة للرعاية.
الصحفي والناشط في مجال حقوق الإنسان "حمودة مكاوي" من داخل المخيم قال لـ "أخبار الآن": "الرياح القوية قطعت معظم الأسلاك الكهربائية في المخيم، وخرجت عشرات الخيام عن خدمة الكهرباء، وكانت إحدى مولدات الكهرباء انفجرت مع بداية العاصفة، الأمر الذي زاد الطين بلة، خصوصاً أن التدفئة في معظمها تعتمد على الكهرباء بشكل رئيسي".
وأضاف مكاوي: "لم تسجل وفيات حتى اللحظة في المخيم، في حين تضررت عشرات الخيام، ولم تعد صالحة كمأوى للمدنيين، بينما اقتلعت عدة خيم أخرى بشكل تام، والتخوف الأكبر من استمرار العاصفة لعدة أيام، خصوصاً أن اللاجئين من الأطفال والنساء يشكلون النسبة العظمة من اللاجئين".
وبث ناشطون صوراً وفيديوهات من داخل المخيم لخيام اقتلعتها الرياح معظمها من الصفيح الخفيف (الألمنيوم)، وهي غير صالحة كمأوى في مثل هذه الظروف، في حين اغرقت المياه عشرات الخيم، وتراكم الثلج لعدة سنتيمترات، الأمر الذي سيشكل حملاً ثقيلاً على هياكل الخيام ويعرضها بدوره للسقوط فوق رؤوس قاطنيها.
من جهة أخرى، أكدت مصادر إعلامية ان الدفعة الأولى من المساعدات الإماراتية وصلت مخيمات اللجوء في صحراء الزعتري، وكانت دولة الامارات العربية انشأت جسراً جويا بين الامارات والأردن ولبنان لإغاثة عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين.
وتضم مخيمات اللجوء في الأردن (الزعتري والازرق) قرابة مئة ألف لاجئ، يعيش ما يقارب الأربعة آلاف عائلة منهم في خيام من القماش (شوادر) والصفيح المعدني، بينما يقطن الباقون "الكرفانات".
الجدير بالذكر ان العاصفة القطبية "هدى" هي الأولى من نوعها التي تضرب المنطقة منذ عقود، وأودت بحياة 6 مدنيين في مخيمات لبنان للاجئين السوريين في يومها الأول، بينهم 4 أطفال أحدهم لم يتجاوز عمره السنة، ورجلين اثنين من كبار السن في المخيمات السورية القريبة من الحدود التركية.