يستمر طيران نظام بشار الأسد باستهداف أحياء المدنيين في مدينة الرقة، في وقت يزيد تنظيم داعش بتطبيق قوانينه الجائرة بحق المدنيين، حتى في الحالات الإنسانية التي لا يراعيها التنظيم.
لا يمرُّ أسبوع على مدينة الرقة إلا وتشهد مجزرة يذهب ضحيتها عشرات من المدنيين، ومع ذلك لم يرأف تنظيم داعش بحال المواطنين، حتى في أوقات القصف.
"هناء" مرت بتجربة مع عناصر تنظيم داعش بعد قصف طيران نظام الأسد حي الفردوس بالرقة، تروي لـ"أخبار الآن": "في مجزرة حي الفردوس كنت متواجدة بالحي القريب منه، فسمعت ان الطائرة قصفت حيّنا، هرعت مسرعة من دون وعي إلى مكان القصف لكي أطمأن على أهلي وجيراني، وعند وصولي كانت الجثث متراكمة في الشوارع، والبعض منها متفحم، وعلى الرغم من ذلك اوقفني أحد العناصر التابعين للتنظيم، وسألني لماذا لا تضعين النقاب بشكل جيد هذا حرام، وبدأ بالصراخ بوجهي، لم استطع الرد عليه ولو بكلمةة، لا اعلم هل هو بسبب الصدمة من المجزرة التي امامي أم من سؤال هذا الكائن الغريب عن نقابي!".
قساوة داعش غير منطقية ولا تمت للواقع الإنساني بصلة، حيث يطالب أهالي الرقة بتنفيذ أوامرهم، ونسيان ضميرهم، ولم يفكروا بتاتا بإسقاط طائرة من طائرات النظام التي تقتل وتفتك بالمدنيين وتتناسى مقرات التنظيم المكشوفة.
بدورها، تتحدث أم محمد لـ"أخبار الآن" عن أحد المواقف الذي شاهدته بعد غارة للطيران الحربي للنظام في حي المتحف، وتقول: "من أغرب الأمور التي مررت بها كانت عندما شاهدت امرأة فوق جثة ابنها، تبكيه وتندب حظها على فقدانه بمجزرة حي المتحف، أتى إليها أحد المهاجرين، وضربها "بكعب البندقية" على رأسها لأنها هرعت من منزلها عندما سمعت نبأ مقتل ابنها ولم تضع النقاب"، متسائلة: "بأي حق يطالب هذا الأم التي أصبحت ثكلى أن تبدّي ارتداء النقاب على ولدها".
وفي حادثة أخرى، بعد سقوط صاروخ في حي 23 شباط بالرقة، كالعادة لم يكن عناصر التنظيم مهتمين إلا بمراقبة الناس وردود أفعالهم لإهانتهم وضربهم بحجة ما، "أبو المجد" عجوز ناهز الـ 60 من العمر، قال لـ"أخبار الآن": "من شدة الانفجار الناتج عن ذاك الصاروخ سقطت على الأرض، ولم أتمالك أعصابي من شدة الألم، فصرخت بأعلى صوتي من حقدي على بشار، فقلت "يلعن سماك يا بشار"، عقب ذلك أتى إلي عناصر من التنظيم، وقاموا بضربي وإهانتي بالشارع بحجة إني كفرت".