أخبار الآن | ريف دمشق – سوريا – (معاذ الخال)

بعد كل محاولة عسكرية فاشلة من قوات النظام لاقتحام حي جوبر, لا تتوانى قوات النظام عن إعادة سيناريو قصف جبهات الحي الأمامية بالغازات السامة، فبعد فشل العملية الأخيرة والتي تعد الأعنف منذ أشهر، وثقت ألوية الحبيب المصطفى العاملة في الغوطة الشرقية قصف قوات النظام لقطاع طيبة على اطراف الحي بغاز الكلور للانتقام من المدافعين عنه بعد تكبيد جيش الأسد خسائر كبيرة، ومقتل 14 عنصراً على جبهات الحي مع دمشق والغوطة الشرقية، بينهم ضابطان، وتدمر الثوار ثلاث دبابات وإعطاب عربتين مصفحتين خلال محاولة اقتحام الحي الأخيرة.

"يتمتع حي جوبر بأهمية استراتيجية، نظراً لقربه من اوتستراد المتحلق الجنوبي، ومنطقة الزبلطاني، وأحياء القصاع والتجارة وباب توما، وبما يملك النظام من أسلحة فتاكة وترسانة حربية وصواريخ ومدفعية وطيران، يحاول السيطرة على هذه المنطقة لفصلها عن الغوطة الشرقية"، وفقاً لما قاله العميد محمد فاخر ياسين الناطق العسكري باسم فيلق الرحمن لـ"أخبار الآن".

وأضاف ياسين: "اليوم أصبحت الغازات السامة المحرمة دولياً، هي سبيل قوات النظام للحد من دفاعات الثوار، فكلما فشلت قوات النظام وميليشياته بمحاولة إحداث اختراق على جبهات جوبر تكون الغازات السامة هي سيدة الموقف, حيث قصفت قوات النظام بالغازات السامة حي جوبر منذ الشهر التاسع "أيلول" إلى اليوم بأكثر من 22 عملية قصف بالغازات السامة".

وأردف: "في الثالث عشر من شهر تشرين الثاني الماضي، استخدمت قوات النظام ليلاً الغازات السامة بقنابل يدوية وعاودت استخدامها عن طريق صاروخ ألقته المقاتلات الحربية ليملئ حي جوبر بالغازات السامة موقعاً اكثر من عشرين إصابة بين عسكري و مدني من البلدات المجاورة".

أهمية جوبر

يقع حي جوبر في منطقة استراتيجية ويعتبر الرقعة الجغرافية الفاصلة بين العاصمة دمشق والغوطة الشرقية التي تعتبر أقوى معاقل الثوار في ريف دمشق، وتتوزع جبهات الحي على عدة قطاعات من جبهة ساحة العباسيين وحي القابون والزبلطاني، إلى الغوطة الشرقية على محور المحلق الجنوبي كل من بلدتي زملكا وعين ترما.

ويشكل الحي منطقة استراتيجية بالنسبة للثوار، حيث يعد بوابتهم للعاصمة دمشق، وكذلك الامر بالنسبة للقوات النظام حيث تحاول الاخيرة السيطرة عليه من أجل كسر حلم الثوار في اقتحام العاصمة دمشق، وفرض طوق أمني حول العاصمة، وذلك تضمن خطة تأمين دمشق.

قصفت قوات النظام الحي على مدار السنوات الماضية، بالمدفعية الثقيلة وقذائف الهاون, إضافة للقصف بالدبابات المتمركزة على محاذاة الحي، وعربات الشيلكا، والرشاشات الثقيلة المتمركزة على المشفى العسكري بجانب ثكنة كمال مشارقة التي تسيطر عليها قوات النظام, وبرج 8 أذار الواقع على أطراف حي الزبلطاني من جهة دمشق، ورحبة الدبابات المتواجدة بحي القابون بدمشق والتي تعد خط جبهة مع حي جوبر.

ولا تزال حملات النظام، عبر ميليشياته وعناصر الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة، تحاول اقتحام الحي بشكل شبه يومي، من خلال استهدافه بالصواريخ والمدفعية والعربات العسكرية بأنواعها, من أجل التمهيد لتسلل عناصر قوات النظام, التي باءت جميعها بالفشل.

 تكتيكات الثوار العسكرية أهلكت المقتحمين من جيش الأسد، حيث اعتمد الثوار على سرعة الحركة خلال الانسحاب والالتفاف وكذلك الكر والفر.

ويعد حي جوبر من الأحياء التاريخية، حيث يحوي بعض الكنائس اليهودية، دمرتهم آلة النظام العسكرية خلال عمليات القصف على الحي.