بدأ تنظيم داعش باتباع أساليب رقابية على عناصره الأجانب منذ بدء ضربات التحالف الجوية على مواقعه في سوريا، في محاولة من التنظيم للحد من حالات الهروب التي تم رصدها في صفوف المقاتلين الأجانب في عدد من مناطق نفوذه بمدينة الرقة.
وحصلت "أخبار الآن" على معلومات من داخل أروقة التنظيم تفيد بإجبار الأجانب على مراجعة أمير منطقته ليأخذ ورقة تسمح له بالسفر في مناطق نفوذ داعش.
يقول الشاب "ح، الجراد" المقرب من بعض عناصر التنظيم في الرقة، لـ"أخبار الآن": "تفاجئ بعض المهاجرين الوافدين حديثاً إلى مدينة الرقة من تصرّفات التنظيم، خاصّة تلك المتعلّقة بتنفيذ الأحكام بحقّ عناصر الجيش الحر، إذ يستغربون كيف أن الجيش الحر يحارب نظام الأسد والتنظيم يعتقلهم ويعدمهم ميدانياً".
ويضيف: "منذ أيّام سمعتُ كلام أبو بكر المصري أحد المبايعين للتنظيم في الرقة، كان يعبّر للناس خلال نقاشه معهم بأمور الدين عن استياءه من تصرّفات بعض العناصر بالتنظيم، وأذكر أنّه قال: "صحيح أن الدولة ارتكبت العديد من الأخطاء، لكن سيتم إصلاحها في الأيّام القادمة وإن لم يحصل ذلك فالعواقب وخيمة، وهذا يحسب علينا كنقطة سلبية".
ويردف، بالقول: "يبقى السؤال الذي نطرحه في المدينة، هل ستتطوّر الخلافات بين المهاجرين والأنصار بعد كل هذا التضييق على العناصر الاجانب، أم أن ما يجري هو حالة طبيعية جراء سياسات التنظيم وتشدده ليس على المدنيين فحسب بل حتى على عناصره في حال اكتشف أنهم ينوون الهروب من صفوفه والعودة إلى بلادهم".
ونشرت صحيفة فاننشال تايمز تقريراً قالت فيه أنّ تنظيم داعش أعدم 100 مقاتل من المهاجرين المبايعين له في مدينة الرقة، حسب معلومات حصلت عليها من أحد المعارضين للتنظيم في المدينة، وهو ما أكده الشاب "ح، الجراد" المقرب من عناصر التنظيم في الرقة، مضيفاً أن التنظيم بدأ بتشكيل ما يشابه "الاستخبارات العسكرية" لمراقبة تصرفات العناصر الأجانب الذين ينوون العودة إلى بلادهم بعد أن اكتشفوا نوايا التنظيم الحقيقية".
من جهة أخرى، بدأ تنظيم داعش بمراقبة مقاهي الانترنت من خلال جولاته اليوميّة عليها، خاصّة أنّ بعض المقاهي أصبحت تستقبل المهاجرين الذين يتواصلون مع عائلاتهم في الخارج بشكل دوري، حسب قول أحد أصحاب مقاهي الانترنت بالرقة طلب عدم الكشف عن اسمه.
بدوره، قال الشاب "ع، الفحل" من أبناء الرقة لـ"أخبار الآن": "إن المهاجرين يتعاملون معنا بشكل جيّد أمّا الأنصار من أبناء الرقة فنرى الشر بين عيونهم، ويدقّقون على مسائل كثيرة وينجّرون في الخضوع إلى الوساطات والمعارف في تسيير أمور أقربائهم".
الجدير بالذكر أنّ مدينة الرقة أصبحت مركز استقرار الأجانب المبايعين للتنظيم بسبب موقعها الجغرافي الذي يجعلها تتوسّط مناطق سيطرة داعش.