على خطوط المواجهة مع قوات النظام على جبهة الدير سلمان بمنطقة المرج شرقي دمشق اجتمع اثنا عشر شيخًا تتراوج اعمارهم بين الخمسة و الخمسين والستين عاما وقامو بتشكيل سرية يكون لها دور في التصدي لقوات النظام والدفاع عن أرضهم.
"سرية الختايرة" هو الإسم الذي اطلقه هؤلاء الشيوخ على سريتهم التابعة لفيلق عمر التابع للجيش السوري الحر. ويهدف هؤلاء الختايرة -كما يحبون أن يطلقوا على أنفسهم- إلى تشجيع الشباب على عدم ترك السلاح حيث كان اللافت في الفترة الأخيرة تململ بعض الشباب من سوء الوضع المعيشي في الغوطة الشرقية، حيث يقدم هؤلاء الختايرة نموذجًا يحتذى في الانضباط والإلتزام وهو ما نجحوا فيه بعد أن أصبحت هذه السرية حديث الشباب في معظم اجتماعاتهم.
أبو محمد أحد اعضاء السرية تحدث لأخبار الآن بأن السرية ترابط على أخطر جبهات الغوطة الشرقية والتي تحتلها ميليشيات حزب الله مضيفا أن هدف السرية نجح في تشجيع ورفع همم الشباب وإظهار كيفية الإلتزام وحسن تأدية الواجب وبالفعل أصبح الشباب يتنافسون في ميادين القتال على حد قوله.
الكثير من المعاناة تختبى وراء تجاعيد كل من هؤلاء الشيوخ فلكل منهم أسبابه التي دفعته الى حمل السلاح. يقول الشيخ أبو محمود لاخبار الآن: "إن الأسباب التي دفعتني لحمل السلاح هو ايماني الكبير واعتقادي الراسخ بصحة وصدق ما نقاتل من أجله، أنا فلاح بسيط كنت أعمل مع اسرتي المتواضعة في أرضي ورزقي وعندما اندلعت الثورة وبدأ اجرام النظام بقتل وترويع الأبرياء وانتهاك الحرمات خرج اولادي كما معظم شباب البلدة يهتفون للحرية، لتأتي الفاجعة علينا بغارة جوية لطائرة النظام على منزلي ادت لقتل ابنتيّ الإثنتين وثلاثة من أحفادي وطفلتان من أبناء جيراني لتكون فاجعة تحولت فيما بعد لعزيمة وإصرار للخروج في وجه الظالم والدفاع عن اعراضنا ونسائنا واطفالنا",
يضيف أبو محمود: "مرارة النزوح والاشتياق لهواء البلدة والحنين لترابها زادني اصرارا على التمسك بسلاحي لتحريرها فبلدتي بالرغم من تدميرها من قوات النظام تبقى جميلة والكثير من ذكرياتي تختبى في كل حجر فيها، اجلس كل يوم مع اصدقائي نتسلل لأقرب نقطة منها ننظر ونشاهد منازلنا نصفن لساعات نفرح نشتاق للعودة تتجد فينا العزيمة والإصرار والقوة للعودة اليها فاتحين لتطهيرها من الطاغية وأعوانه وإعادة بنائها ونحن على الموعد".