تحتل المملكة العربية السعودية المركز الاول عالميا في عدد حوادث الطرق اذ نسبة الوفيات بمعدل شخص كل اربعين دقيقه بخسائر مالية تجاوزت ال 13 مليار ريال سنويا استنزفت الجهود الصحية واشغلت ثلث الطاقه الاستيعابيه للمستشفيات الحكومية .حيث ارتفع عدد ضحايا الحوادث في السعودية في العقدين الماضيين إلى اكثر من 86 ألف شخص ..
خطرُ الحوادثِ المروريةِ في المملكة العربية السعودية باتَ أليمًا جسيمًا ، يهددُ حياةَ السائقين والركابِ ومستخدمي الطريق ، إذ تقتلُ حوادثُ الطرق في المملكة سبعةَ عشَرَ شخصا يوميًا ، وهو ما يعادلُ إزهاقَ روحٍ بشريةٍ كلَّ أربعين دقيقةً , ما وضع المملكةَ في المرتبة الأولى عالميًا من حيثُ عددُ قتلى حوادث الطرق ، مقارنة بعدد السكان .
ولا تقتصر الأضرارُ الناجمةُ عن الحوادثِ المروريةِ على حياة الإنسان فحسب ، فهي تمتدُّ لتسفرَ عن خسائرَ ماديةٍ وماليةٍ جسيمةٍ تقدرُ بأكثرَ من ثلاثةَ عشَرَ مليارَ دولارٍ كلَّ سنة .ومثلما تعددت النتائجُ المؤلمةُ للحوادث المرورية ، تتعددُ أسبابُها ومسبِّبُوها ، لكنَّ المسؤولَ الأولَ عنها هو الإنسانُ نفسُه ، فالسرعةُ يحددُّها الإنسان ، واستخدامُ المركباتِ في غير ما صُنِعتْ له من فعل الإنسان ، وخيرُ دليلٍ على ذلك ما يرتكبُه السائقون المتهورن عندما يمارسون هِوايتَهم القاتلةَ المعروفةَ باسم التفحيط .
*عبدالرشيد .. سائق باص : "عشان سواق مافي صبر على طول دخول دخول كدة … يعني هذا طريق مافي يسمك مزبوط يعني … الطريق حقو لازم يمين او طريق لازم يسار هوة مافي صبر برضو حتى لمبة مافي هوة على طول دخول"
وفضلا عن مسؤولية السائقِ عنِ سلامته وسلامةِ مركبتِه ومن فيها ، وسلامة مستخدمي الطريق ، هناك عواملُ أخرى تفاقمُ خطورةَ حوادثِ المرور، منها الركابُ أنفسُهم ، فعلى سبيل المثال ، المعلماتُ المُعيَّناتُ في مدارسِ القرى النائيةِ البعيدةِ عن منازلهن , يَذْهَبْنَ إلى مدراسِهِنَّ كلَّ يومٍ بسياراتِ سائقينَ غرباءَ يقبلونَ بأجرةٍ زهيدة ، من دون الاهتمام بسلامة المعلمات , وما يزيدُ الطينَ بِلَّةً سوءُ الطرقِ الخارجيةِ التي تَسلُكُها هذه السيارات.
*طارق عبد الكريم السيد …. مواطن : "المشكلة الاولى والاخيرة على وزارة التعليم … ماعندهم امكانية يجيبو باصات محترمة … ماعندهم امكانية يجيبو باصات فيها امان … هذي الدرع الرئيسي بعد الله سبحانه وتعالى للوقاية من الحوادث"
أحمد حكي أحدُ السائقين الباحثين عن لقمة العيشِ بنقل الطالباتِ والمعلمات بمركبته، يؤكدُ أن معظمً الحوادثِ تنجمُ من مضايقة سائقي المركبات الأخرى وعدمِ التزامِهم تعليماتِ السلامةِ والمرور. ولم يترددْ أحمد في إلقاء جزءٍ من المسؤوليةِ عمَّا قد يحدثُ على بعض المعلماتِ اللواتي يطالبنَ سائقَ الحافلة بالسرعةَ الزائدة على الحدِّ حتى يَصِلنَ إلى مدارسِهِنَّ في الوقت المناسب .
ولعلَّ هذه الصورةَ المخيفة لحوادثِ المرورِ وأضرارِها قد تزدادُ قتامةً في ظل دراساتٍ تبُيِّنُ أن السعوديةَ أصبحت خلال العَقدين الأخيرين أكثرَ الدولِ العربيةِ والخليجية استيرادًا للسيارات واستخدامًا لها ، ما يُنبِئُ بزيادة عددِ حوادثِ المرورِ وأضرارها المؤسفة ، ما لم تتخذْ قوانينُ وإجراءاتٌ أخرى تَحمي النَّاسَ وممتلكاتِهم من عبث السائقين ، وخطرِ الطريق .