أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (منى عواد)
كشفت الشبكة السورية لحقوق الانسان في تقرير جديد لها عن معسكرات احتجاز انشأها النظام في المناطق التي يسيطر عليها والتي يتم ادارتها من قبل مليشيات الدفاع الوطني واللجان الشعبية بهدف تعزيز عمليات التعذيب الوحشي بشكل يفوق بكثير مقرات الأفرع الأمنية، وعمليات الخطف وطلب الفدية .
الشبكة نقلت عن شاهد قالت إنه الناجي الوحيد الذي خرج من معسكر دير شميل الواقع قرب مدينة مصياف الموالية بريف حماة أن عدد السجناء فيه يقدر بنحو 1500 معتقل بينهم نساء حيث يتم ممارسة أعمال وحشية من قبل القائمين على هذا المعسكر .
في حديث لأخبار الآن قالت الناشطة الحقوقية والكاتبة هنادي زحلوط ومعتقلة سابقة في سجون النظام السوري انه تم إعتقالها في بدايات الثورة السورية في عام 2011 في اول ايام شهر رمضان المبارك واستمر إعتقالها مدة اربعة اشهر وقضت منهم شهرين في الفرع السياسي ومن ثم شهرين في سجن النساء في عدرا.
واعتُقلت مرة اخرى مع رفاقها في المركز السوري للاعلام وحرية التعبير ومايزال رئيس المركز مازن درويش مُعتقلأ منذ حوالي ثلاثة سنوات , وتابعت لآخبار الآن هنادي وقالت انها دخلت للمرة الثالثة الى المُعتقل في سجن عدرا في ايار 2012 , وثم خرجت من البلاد الى فرنسا على إثر تداعيات هذه الإعتقالات وإثر المُلاحقة المُستمرة.
واضافت زحلوط انها اُصيبت بإصابة في العمود الفقري منذ الإعتقال الاول في فرع الآمن السياسي وتم نقله على إثرها الى مشفى الشرطة القريب ومن ثم عادت في ذات اليوم الى الحبس الإنفرادي في الآمن السياسي ولم يتم مُعالجتها , واشارت زحلوط انها كانت معتقلة في فترة كان المعتقلون لا يعانون مايعانون الآن من امراض كثيرة ولا الأزدحام الشديد في المعتقلات وقد وصلت اعداد المعتقلين الى مئات الآلاف .
في اليوم الأخير لسجنها في عدرا أخبروها بوفاة والدها بعد أيام تمّ طرد هنادي من العمل بوزارة الزراعة بقرار تعسفي.
في الفترة الاولى من اعتقالها تقول هنادي زحلوط ان التعذيب كان نفسياً وضغط للحصول على معلومات بخصوص اُناس هم من رموز الثورة مثل الناشطة رزان زيتونة لمعرفة اين مكانها ونشاطها وايضاً سُألت عن نشاط مازان درويش ومعارضين اخرين .
وقالت زحلوط انها تعرضت لتعذيب جسدي ما ادى لإصابتها بالعمود الفقري نتيجة الصدم بالحائط على إثر وجود بساط الرياح وهو عبارة عن اخشاب طبقة على بعضها وهي وسيلة تعذيب يتم تمديد المُعتقل عليها لتعذيبه , وقالت هنادي ان قوات الاسد قامت بضربها بالحائط ووضعت في زنزنة مترين بمتر وبقيت فيها 51 يوماً خرجت منها بملابس مهترئة واضافت ان هناك كثير من المعتقلين السوريين يعانون من نساء واطفال وكثير من الاطفال ولدوا بالسجن وفي الافرع الأمنية وكثير من النساء تعرضن لشتى انواع الإنتهاكات في سجون الأسد من ضمنها الإغتصاب .
يذكر ان هنادي زحلوط ، ناشطة سياسية ونسائية، كاتبة قصة، وهي أيضأً مهندسة زراعية من محافظة اللاذقية , وابتداء من سنة 2004 قامت هنادي بنشر قصص ذات طابع سياسي في مواقع المعارضة السورية، ثم بعد عام عملت في قضايا الطفولة والأمومة ( مرصد نساء سورية ) مع سمر يزبك وريما فليحان ونورا قريعة، في 2008 انتقلت للعمل في وزارة الزراعة بدمشق.
عام 2010 جاءها استدعاء لفرع المنطقة بدمشق على خلفية نشرها في موقع «النداء» التابع لإعلان دمشق وفي موقع «كلنا شركاء» لمديره أيمن عبد النور المقرّب من بشار الأسد حينها، ثم استدعاء في العام نفسه من قبل أمن الدولة – الفرع الخارجي، لثلاث مرات لمنعها من النشر في « معهد صحافة الحرب والسلم ». بعد ذلك أنشأت هنادي صفحة على الفيس بوك باسم هيام جميل، اقتصر نشاطها على نشر أخبار الإعتقالات السياسية ومحاكمات النشطاء السياسيين.