في مثلِ هذا اليوم (17 ديسمبر)، قبلَ أربعةِ أعوام، انطلقت شرارةُ ما بات يُعرف بثوراتِ الربيع العربي؛ ثوراتٌ شعبية لم يعرف العربُ مثيلها في تاريخِهم.
أضرم البوعزيزي النارَ في نفسِه أمام َمقر ِولاية سيدي بوزيد في تونس، احتجاجًا على مصادرةِ السلطاتِ البلدية في المدينة عربةَ الخضار والفواكه التي يملكها، وأرادَ بفعلته التنديدَ برفضِ سلطاتِ المحافظة قبول َشكوى أراد َتقديمَها في حقِ الشرطية فادية حمدي التي صفعته أمام َالملأ وقالت له: (بالفرنسية: Dégage) أي ارحل، تلك الكلمة التي أصبحت شعارًا لثورات الربيعِ العربي في وقت لاحق.
من بائع خضراوات وفاكهة إلى أشهر رموز ثورات الربيع العربي، ذلك هو حال الشاب التونسي الراحل محمد البوعزيزي، والذي تحول في أيام قليلة من شخص فقير ومهمش إلى أيقونة الثورة في جميع دول العالم.
نار البوعزيزي أشعلت انتفاضة شعبية وثورة دامت قرابة الشهر أطاحت الرئيس زين العابدين بن علي، وكان ما أقدم عليه الشاب التونسي وقودًا لثورات أخرى لاحقة في مصر وليبيا واليمن نجحت جميعها في إطاحة رؤوس أنظمتها الحاكمة على الأقل، فيما لم تفلح سورية في ذلك.
محمد البوعزيزي الذي توفي بعد 18 يومًا من إشعاله النار في جسده، لم يكن سوى الحلقة الأولى في سلسلة ضمت 50 مواطنًا عربيًّا على الأقل أشعلوا النار في أنفسهم لأسباب اجتماعية متشابهة، لكن ليس من بينهم من خُلِّد بتمثال تذكاري في باريس سواه.
واليوم، بعد أربع سنوات من إلقاء البوعزيزي حجرًا في بحيرة الركود العربي، تمرُّ ذكراه فيما تنشغل بلاده باختيار رئيس جديد في الاستحقاق الذي يدخل جولة الإعادة الأحد المقبل.