لم يكتفي تنظيم داعش في إنتهاك حقوق الناس والقتل والتعذيب والإعتقال وممارسات لا تختلف عن نهج النظام بل زاد من قراراته السيئة وتضييق الخناق أكثر على الأهالي في مناطقه، ففي دير الزور وبعد قرار داعش منع تكرير النفط أصبح الكثير من المدنيين والعاملين في هذا المجال عاطلون عن العمل ولا يوجد لديهم أي دخل يعيشون منه.
وكان الكثير من الأهالي بدأ بعملية تكرير النفط بعد أن أصبحت أبار وحقول النفط خارج سيطرة النظام، من عمليات التكرير إلى النقل بين الحقول والمصافي ومراكز البيع والتسويق جميعها كانت تشغل العشرات من الأهالي في محاولة منهم لمواجهة صعوبة العيش وتأمين إحتياجاتهم من أكل ومأوى، العمل في النفط كلها عمليات كانت تؤمن وسيلة جيدة لكسب الرزق في ظل الهجرة والنزوح المستمرين من المناطق التي تشهد عمليات عسكرية وبسبب تعطل الزراعة بشكل كبير وصعوبة النقل التجاري وغيرها من الأمور التي سببت أزمة اقتصادية حقيقية لدى الكثير من أهالي المحافظة فكانت النفط والعمل فيه سبيلا لهم.
منسقو حملة "ديرالزور تحت النار" يقولون إن التنظيم وبعد سيطرته بشكل كامل على حقول النفط والغاز بالمنطقة الشرقية بدأ بالتضييق على الأهالي من خلال احتكار النفط بإصداره العديد من القرارت الجائرة.
شمس الفراتي منسق في حملة دير الزور تحت النار قال لأخبار الآن: "رفع أسعار النفط الخام، ثم إجبار التجار والعاملين في النفط على شرائه بالدولار حصرا، ومنع العمل بتكرير النفط في أغلب قرى وبلدات المنطقة الشرقية جعلت الاتجار بالنفط من قبل التنظيم من أكثر مصادر التمويل الذاتي، حيث يتم استخراج النفط بطرق قليلة التكلفة ويتم بيع البرميل الخام الواحد بما يقارب ال 50 دولارا، بينما يصل سعر البرميل المصفى محليا إلى قرابة ال 100 دولار ".
ويضيف الفراتي: "إن التنظيم منع العمل في تكرير النفط لكي يتسنى له تصديره إلى العراق لبيعه في السوق السوداء والتي يتوقع أن عددا من الدول يعملون على شرائها عبر وسطاء من الطرفين.
وليد العبد الله شاب في الثلاثين من عمره يعمل في مجال النفط وقد توقف أخيرا بسبب القرار الجديد لداعش، يقول: "أنا متزوج ولدي طفلان نزحت من مدينة دير الزور إلى الريف بعد ان اشتد القصف على الحي الذي أسكن فيه، وبنزوحي لم أعد قادرا على متابعة عملي في الوظيفة الحكومية فتوقف راتبي الشهري، أمام هذا الواقع وجدت نفسي مجبرا على تأمين مصدر رزق لعائلتي وأطفالي ولم يكن لدي خيار آخر غير العمل في مجال تكرير النفط ".
أبوعلي رجل في الخمسين من عمره يعمل في بيع المحروقات المستخلصة بواسطة التكرير يقول: "أشتري هذه المواد بسعر الجملة من أصحاب مصافي النفط الملحية الحراقات وأقوم ببيعها بربح بسيط وهي تؤمن دخلا جيدا لي في ظل هذا الظروف الصعبة التي نعيشها".
منسقو حملة دير الزور تحت النارأكدوا لأخبار الأن عن وجود معلومات من مصادر داخل التنظيم تفيد بأن عددا من عناصر التنظيم وخصوصا العراقيين منهم يقومون بشحن النفط الخام والغاز المنزلي إلى العراق لبيعها هناك بينما يذهب قسم كبير من الغاز المنزلي ووقود التدفئة إلى المناطق الموالية للتنظيم في مناطق سيطرتهم مثل مدينة الأنبار والمناطق الأخرى التي يعيش فيها عوائل الأمراء والقيادات والشرعيين في صفوف التنظيم.
ويشير منسقو الحملة إلى أن داعش ينتهج نفس أسلوب النظام في توزيع الغاز على المناطق معين لكسب تأييد الناس وداعش يفعل نفس الأمر حيث يقوم بتأمين الغاز لمناطق معينة بعدف كسب تأييد الأهالي كخطوة ألوى لدخوله مناطق جديدة.
ويلجأ التنظيم أيضا إلى الغش في بيع النفط حيث يلجأ قيادات في التنظيم إلى بيع بعض الشحنات من النفط العراقي في المنطقة الشرقية لسورية على أنها من النفط السوري النظامي ويشتريها أصحاب السيارات التي تعمل على البنزين بسعر مضاعف عن السعر العادي، وتبدأ مشاكل وأعطال في ألياتهم جراء إستخدام هذا النفط.