المنقذ الأول، وأصحاب القبعات البيض، وألقاب أخرى أطلقها أهالي ريف إدلب على فرق الدفاع المدني الذين باتوا اليوم يطلقون نداءات الإستغاثة لإنقاذهم مما يمرون فيه من نقص الدعم، بعد أن كانوا يطلقون صفارات الإنذار والإنقاذ لدى توجههم إلى الأماكن المستهدفة من قبل قوات النظام.
ففي 30/11/2014 أعلن مركز الدفاع المدني السوري في محافظة إدلب وقف تشغيل الآليات المستخدمة لديهم بسبب عدم الحصول على دعم كاف يضمن لهم توفير تكاليف تشغيل آلياتهم.
وفي حديث لمدير مركز الدفاع المدني لمحافظة إدلب رائد الصالح لأخبار الآن قال: "حاولنا مرارا عدم اصدار البيان بوقف تشغيل الآليات والتي تغطي 17 مركزاً يضم مدن وأرياف محافظة إدلب، ولكن لم يصلنا أي دعم للإستمرار"، مضيفا أن: "كل ما يملك مركز إدلب من معدات مصدره منظامات أجنبية غير حكومية وأن الفرق العاملة بالمراكز كلها متطوعة".
ويقول الصالح: "إن المركز قدم خطة عمل للحكومة السورية المؤقتة، ولم يحصل على دعم يغطي النفقات وتكاليف العمل، وأن كل ما قدمته الحكومة المؤقتة منذ سنة ونصف هو 25 الف دولار فقط، إضافة إلى منح ومكافئات للأفراد المتطوعين في المراكز لكن هذه المبالغ لم تمكن الدفاع المدني من الاستمرار فترة أطول".
ويضيف الصالح: أن الآليات التي ستتوقف عن العمل عددها 27 آلية، ولكن سيتم إبقاء بعض الآليات ومنها سيارت الإنقاذ والإسعاف في خدمة المدنيين ما إن استطاع المركز إبقائها قدر المستطاع".
وفي الأوقات التي كانت فيها هذه الآليات، كان عملها لا يقتصر على الإنقاذ وإزالة الانقاض فقط، بل كانت تساهم في إصلاح شبكات الكهرباء والمياه التي يتم استهدافها من قبل قوات النظام، فضلا عن اصلاح الطرقات التي تتعرض للقصف أو انجراف التربة في المناطق الجبلية لتسيهل حركة المدنيين في المناطق التي لا تخضع لسيطرة النظام.
يحاول المدنيون بعد إصدار البيان مساعدة الدفاع المدني في الحصول على الدعم، ليتمكنوا من مواصلة عملهم أثناء الكوارث والمجازر. في حين يتخوفون من إزدياد مجازر النظام في ظل غياب دور فرق الدفاع المدني، لتبقى آمالهم معلقة حتى حل هذه الأزمة التي سيكون المدنييون أنفسهم المتضرر الأكبر فيها.