وقعت مناوشات بين قوات الأسد وأهالي قرية بسنادا الموالية للنظام اثناء تشييع أحد قتلاها، واشارت وكالة سراج برس السورية المعارضة، لوقوع اشتباكات جاءت نتيجة مطالبة أهالي القرية بوقف زج أبنائها على جبهات القتال، واسقاط بشار الأسد، رأس النظام السوري.
يذكر أن عددا كبيرا من ابناء الساحل هرب الى دول أوروبية بسبب القوانين الصارمة التي تجبرهم على الالتحاق بالخدمة الاحتياطية أو الالزامية
أكد مصدر محلي من مدينة اللاذقية وقوع تبادل إطلاق نار بين عناصر أمن الأسد وعدد من أهالي قرية (بسنادا) خلال تشييع أحد القتلى.
وأفاد المصدر أن سبب وقوع الاشتباك هو أن المشيعين أطلقوا شعارات صريحة تطالب بإنهاء القتال ووقف زج أبناءهم على جبهات القتال،والمطالبة بإسقاط رأس النظام، فأطلق أمن النظام أعيرة نارية في الهواء وشتم المشيعين، ليرد ذووا القتيل بتوجيه أسلحتهم اتجاه أمن النظام، وطردهم عنوة من الجنازة والاستمرار بالهتاف بإسقاط رأس النظام.
وأشار المصدر أن قرية بسنادا تعتبر أبرز خزان تشبيحي للنظام في ريف اللاذقية إضافة لـ"دمسرخو"، مضيفاً أنه في حال تجولت في هذه المناطق لن تجد شباباً تقل أعمارهم عن الثانية والأربعين، لأن الأسد زجهم جميعاً في جبهات القتال ضد الثوار.
وقالت صفحة "دمسرخو" المؤيدة: "لو دققنا النظر لرأينا أن جيل ما بين 85 -90 قد انتهى في الساحل السوري ما بين شهيد وجريح ومنتظر لقدره". ما يعتبره البعض أول اعتراف من قبل صفحة تشبيحية بحجم الخسائر التي يتلقاها أبناء الساحل في جبهات القتال مع الثوار على امتداد سوريا منذ اندلاع الثورة، دفاعاً عن كرسي بشار الأسد.
وقال أحد المعلقين في الصفحة: "لننتظر ونشوف الأخبار يلي رح توصلنا من مطار ديرالزور، هلق يطلع وزير الإعلام ويقول عملية إعادة تجميع وقواتنا الباسلة تتصدى للإرهابيين وبالأخير رح تصلنا الأخبار أنو المطار طار ومصير ولادنا الموت، مشان يظل بشار قاعد عالكرسي مبسوط ومرتاح".
وأجبر بشار الأسد عدد كبير من أبناء طائفته في مناطق الساحل ممن وصلتهم تبليغات للالتحاق بالخدمة الاحتياطية أو الإلزامية إلى الهرب عبر البحر إلى قبرص أو اليونان أو تركيا.
يقول محللون: العلويون الذين يشكلون عصب أجهزة النظام الأمنية والعسكرية بدؤوا يتجنبون الخدمة العسكرية الإجبارية. وردت الأجهزة الأمنية بزيادة حملات الاعتقال، مما عمق من الخلاف بين الطائفة والنظام. وفي الوقت الذي يرى البعض في تصاعد عملية النقد للنظام تهديدا له، يرى آخرون فيها تعبيرا عن حالة من التعب والإجهاد أصاب الطائفة.
وبرزت مؤخراً حالة من التململ العلوي في صفوف المدنيين، جراء ارتفاع أعداد القتلى من المدن الساحلية على جبهات القتال، حيث قتل عشرات الآلاف من الضباط العلويين منذ اندلاع الثورة السورية، بينهم ضباط برتب عالية، وسط أنباء عن مقتل أكثر من ستين ألف عنصر وصف ضابط وضابط علوي منذ بداية الثورة.
وتشيع مدن الساحل يومياً عشرات الجثث لعناصر وضباط قتلوا في أماكن متعددة من سوريا، لترتفع معها حدة الانتقادات من قبل ذويهم خاصة بعد محاولات النظام زج المزيد من الشباب في الخدمة العسكرية الاحتياطية.
وكان نشطاء علويين أطلقوا حملة "صرخة" ضد بقاء بشار الأسد في الحكم، واستنزاف مزيد من أبناء الطائفة في حرب الدفاع عن كرسيه منذ أكثر من ثلاث سنوات ونيف "حيث باتوا يدركون أنهم مجرد وقود لحرب بشار ضد الشعب السوري"، كما يقول إعلامي سوري.