مقبرة جماعية جديدة تكشف الجرائم التي إرتكبتها القوات التابعة للنظام والشبيحة جنوب العاصمة دمشق حيث إكتشف الأهالي في حي التضامن مقبرة جماعية في أحد الحدائق العامة.
حي التضامن هذا الحي الذي كان شاهداً على الحراك السلمي والتظاهرات منذ بداية الثورة السورية وشهد الحي إقتحام القوات التابعة للنظام وإعتقال العشرات من أبنائه ويتواجد شارع في الحي ينتشر فيه الشبيحة بشكل كبير وحتى اليوم ينتشر هؤلاء الشبيحة في هذا الشارع ويفرضون سيطرتهم على ما تبقى من الحي بعد أن دمروا نصفه تقريباً.
في إحدى الحدائق العامة حاول عامل نظافة أن يدفن قطة ميتة وجدها في الشارع لكن المفاجأة كانت عندما اكتشف العامل بعض القطع والجثث والرائحة التي إنتشرت بقوة بعد حفره في الحديقة، مصدر خاص قال لأخبار الآن إن هذه المقبرة تعود لصيف عام ٢٠١٢ حيث فقد العشرات من أهالي الحي ويتوقع كما يقول أن تكون هذه المقبره تحوي ثلاثين جثة لرجال وشبان إعتقلتهم قوات النظام والشبيحة خلال إقتحامهم الحي عام ٢٠١٢.
أحد سكان الحي أكد لأخبار الآن أن هذه المقبرة تعود لصيف 2012 عندما شنت القوات التابعة للنظام حملة عسكرية قام بها كل من قوات الدفاع الوطني والشبيحة وعناصر من الحرس الجمهوري، ويقول إن هذه الحملة كانت من أعنف الحملات العسكرية التي شهدها الحي، وحدث خلالها العديد من الإنتهاكات والإعتقالات والتصفيات الميدانية.
أم صلاح سيدة تسكن في الحي وهي من الأهالي الذين فقدوا أقرباء لهم وأبنائهم في هذه المجزرة تقول :" بعد أن اقتحم عناصر الجيش منزلنا، أخذوا ابني صلاح ولم أستطع إيقافهم، وبدل أن يضعوه في السيارة قاموا باقتياده مع مجموعة من الشبان معصوبي العين ومقيدي الأيدي إلى الشارع الخلفي وأجلسوهم على الأرض تحت أشعة الشمس، وبعد وقت قصير سمعنا أصوات إطلاق رصاص قريبة عندها عرفت أنهم قاموا بإعدامهم ميدانياً، وقاموا بدفنهم في حديقة الحي التي تبعد عنا عشرة أمتار، لكننا لم نستطيع أن نذهب لمشاهدة الجثث لأننا أُجبرنا على الخروج من المنزل، واليوم عدت إلى الحي بعد أن سمعت بخبر ظهور هذه المقبرة ربما أستطيع الوصول إلى الحديقة والتعرف على جثة ولدي إن كانت في هذه المقبرة".
أما أبو عمر وهو من سكان الحي أيضاً يقول : " إن ولدي مجند منشق مختفي منذ عامين والمكان الذي وجدت فيه المقبرة هو المكان الذي كان يتم فيه العديد من الإعدامات الميدانية بحق معتقلين من قبل الشبيحة وجنود منشقين، ويضيف أبو عمر " ربما عدد الجثث الموجودة في المقبرة تفوق الأربعين، أعتقد أنها قد تفوق المئة، لأنها كانت المستقر الأخير لنتائج العمليات الإجرامية للشبيحة، وعندما سألناه عن المكان الذي يفترضه لوجود ابنه، قال :" أتمنى أن لايكون هنا، مع أنهم لم يسمحوا لأحد بالدخول والتعرف على الجثث ومحاولة أخذ الأشلاء وتحليلها، إلاّ أنني أتمنى أن يكون ولدي على قيد الحياة وفي مكان أخر".
القوات التابعة للنظام وأجهزته الأمنية حاولت إخفاء الأمر ومحاولة منع إنتشاره، وهذا الأمر دفع الأجهزة الأمنية لإعتقال عامل النظافة الذي إكتشف المقبرة والتحقيق معه عن أسباب حفره التراب في الحديقة، وإختفى العامل لمدة عشرة أيام بعهدا أفرج عنه وتم تسريحه من عمله بتهمة التحريض على الفتنة.
أهالي الحي يدركون تماماً حقيقة الجرائم التي قامت بها القوات التابعة للنظام وعناصر الحرس الجمهوري والشبيحة في حي التضامن عند دخولهم الحي.
جريمة جديدة تكشف حجم المعاناة والإنتهاكات التي تقوم بها القوات التابعة للنظام المعاناه لكثير من العوائل التي كانت تنتظر خبراً مفرحاً عن ابن أو قريب مفقود ولكن للأسف هذه المقابر تكشف حجم المعاناة وتكشف مسلسل إنتهاكات وجرائم بحق مدنيين وأبرياء إرتكبتها القوات التابعة للنظام وقوات كان من المفترض أن تكون هي الحامي لهم وليس القاتل.