تتكون دولة الإمارات العربية المتحدة من سبع "إمارات" هي أبوظبي ودبي والشارقة وعجمان وأم القيوين ورأس الخيمة والفجيرة. تأسست دولة الإمارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر 1971. يتم الاحتفال في هذا اليوم من كل سنة باعتباره العيد الوطني للدولة. في هذا اليوم تنغمر كافة المدن الرئيسة الدولة في شلالات من الأضواء احتفالا بهذه المناسبة الوطنية.
لقد نمت أهمية الاتحاد والحاجة إلى العمل في التعاون مع الإمارات الأخرى، وترعرعت في فكر الشيخ زايد منذ البداية، ورغم إدراكه التام بأنّ الاتحاد كان مجرّد مفهوم حديث في المنطقة، إلاّ أنّ اعتقاده بإمكانيّة تنفيذه على أسس الروابط المشتركة التي تربط بين مختلف الإمارات كان ثابتاً.
– أبوظبي من الجو عام ١٩٤٩، ويظهر قصر الحصن في يمين الصورة
مرت الإمارات قبل تشكيل الدولة بتاريخ حافل بالأحداث منذ آلاف السنين قبل الميلاد. سكانهاالعرب تعرضوا لكثير من الصراعات والغزو والاستعمار.
– أحد الكتاتيب على شاطئ الفجيرة عام 1950
كان تاريخها مليء بالأحداث والتطورات، تراوحت ما بين الحرب والسلام.
الإستعمار ..
كانت الحكومة البريطانية قد عانت من ضغوط الظروف الاقتصادية المعاكسة، نتج عنها إنهاء كافة المعاهدات لحماية الإمارات المتصالحة عام 1968م وانسحابها من الخليج في نهاية عام 1971م.
– أطفال يلعبون في السطوة في دبي عام 1976
– التنقل في بداية خمسينات القرن العشرين
كانت نتيجة المبادرة المتّخذة من قبل حاكمي الإمارتين الرائدتين، عقد اجتماع 1968، وقد وافق كلّ من الشيخ زايد والشيخ راشد خلال ذلك اللقاء التاريخي على دمج إمارتيهما في اتحاد واحد، والمشاركة معاً في أداء الشؤون الخارجية، والدفاع، والأمن، والخدمات الاجتماعية، وتبنّي سياسة مشتركة لشؤون الهجرة.
– الشيخ زايد مع أبنائه الصغار
وفي 1968م، عقد حكّام الإمارات التسع مؤتمراً دستورياً في دبي، وبقيت تلك الاتفاقية المكوّنة من إحدى عشرة نقطةً، والتي بدأت في دبي، مدة ثلاث سنوات كقاعدة للجهود المكثّفة لتشكيل الهيكل الدستوري والشرعي "لاتحاد الإمارات العربية".
– دبي في منتصف ستينات القرن العشرين
وفي اجتماعٍ عُقد في دبي 1971م، قرّر حكّام ست إمارات من الإمارات المتصالحة، وهي: أبو ظبي، ودبي، والشارقة، وعجمان، وأم القيوين، والفجيرة، تكوين الإمارات العربية المتحدة (وكانت رأس الخيمة، وهي الإمارة السابعة، في حالة من التردّد).
– مواطنون أمام أحد المحلات التجارية بإمارة الفجيرة
الإعلان عن الإتحاد ..
وفي الثاني من ديسمبر عام 1971م، تمّ الإعلان رسمياً عن تأسيس دولة مستقلة ذات سيادة ، وبعد ذلك، أي في العاشر من فبراير 1972م، انضمّت رأس الخيمة إلى الاتحاد، فأصبح الاتحاد متكاملاً باشتماله على الإمارات السبع المتصالحة.
– أول تعداد للسكان أجري في الشارقة
أصبحت هذه الدولة الاتحادية المؤسسة حديثاً، تُعرف رسمياً "بدولة الإمارات العربية المتحدة"، وتمّ الاتفاق رسمياً على وضع دستور مؤقّت، كما تمّ تحديد المصلحة العامة لدولة الإمارات العربية المتحدة على أنّه الهدف الأعلى لها.
– السوق القديم في أبوظبي عام 1969
تمّ انتخاب حاكم أبو ظبي، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، من قبل سائر الحكام زملائه ليكون أوّل رئيس لدولة الإمارات العربية المتحدة، وهو منصب أعيد انتخابه بعد انتهاء فترة خمس سنوات بالتتالي.
– الشيخ زايد والرئيس الفرنسي فاليري جيسكار ديستان
وكان حاكم دبي آنذاك الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، قد تمّ انتخابه ليكون نائباً للرئيس، وهو منصب ظلّ يملؤه حتى وفاته عام 1990م، وبعدها تمّ انتخاب ابنه الأكبر الشيخ مكتوم بن راشد ليخلفه في ذلك المنصب.
وفي اجتماع 1996م، وافق المجلس الأعلى للاتحاد على نصّ معدّل للدستور، جعل من دستور البلاد المؤقّت، الدستور الدائم لدولة الإمارات العربية المتحدة، وعُيّنت أبو ظبي عاصمة الدولة.
– بيوت أبوظبي في سبعينات القرن العشرين
الإمارات المختلفة
لقد بدأت دولة الإمارات العربية المتحدة برنامجها السياسي كاتحاد مكوّن من سبع إمارات إقليمية مختلفة من حيث أحجامها ومواردها الطبيعية وعدد السكّان فيها ومدى ثرائها، بينما تشترك جميعها بتاريخ وتراث واحد، وأبو ظبي هي الكبرى مساحة كما أنّها تتمتع بأكبر مخزون من النفط، وهي لذلك تموّل المؤسسات الاتحادية بنسبة كبيرة.
– خور دبي في الخمسينيات
استمرّت دبي في النموّ كمحور للتجارة والأعمال في المنطقة، ومن ناحية أخرى أنعم الله على بعض الإمارات الأخرى بموفور نسبي من المياه والأراضي الصالحة للزراعة، ورغم ذلك التفاوت، كان التقدّم المثير للدهشة الذي سجّلته دولة الإمارات العربية المتحدة، ممكناً نتيجة لتحقيق النجاح في إقامة الاتحاد، وتعاون قادته من أجل تحقيق الأهداف المشتركة.
– خور دبي عام 1988
– جسر آل مكتوم بدبي بعد الانتهاء من أعمال البناء
– صحيفة الأهرام المصرية تتحدث عن دبي عام 1970
إنّ حكّام دولة الإمارات العربية المتحدة التي تعدّ حالياً ضمن أعلى مجموعة من الدول المصدّرة للنفط والغاز على المستوى العالمي، قد استخدموا ثراء النفط برؤية محدّدة لتحسين معيشة كافة أفراد الشعب فيها، وخلق بنية تحتيّة تساند مجموعة نامية من النشاطات والصناعات غير النفطية.
– صورة لديرة في دبي عام 1959
– مطار دبي في سبعينات القرن العشرين
كان الشيخ زايد- منذ البداية – يعبّر عن اقتناعه التام والثابت وإيمانه الراسخ بأنّه "لا نفع للمال إذا لم يسخّر لخدمة الشعب"، وكانت الخدمات الاجتماعية التي تمّ توفيرها من قبل الوزارات الاتحادية وخاصة التعليم المجاني، والإسكان، والرعاية الصحية، والمساعدات الاجتماعية للإماراتيين، قد مهّدت الطريق أمام تطوّر ونموّ سريع ضخم في جميع أنحاء الدولة.
– مطار دبي الدولي عام 1965
وأخيراً، ومع ظهور التكنولوجيا العصرية، تحوّلت دولة الإمارات العربية المتحدة من كونها إحدى أقلّ الدول النامية إلى دولة حديثة في أقلّ من ثلاثة عقود.
السياسة الخارجية
وثمّة عامل آخر هام أسهم في الاستقرار السياسي الذي تتمتّع به دولة الإمارات العربية المتحدة منذ نشأتها رسمياً، وهو سياستها الخارجية التي تمّ تخطيطها وتنفيذها بنجاح تام من قبل قادتها، والتي تهدف بشكل رئيس إلى "دفع المصالحة والعمل على تهدئة الأوضاع المؤدية إلى المواجهات والمنازعات".
– أول فنادق أبوظبي، فندق ومطعم عام 1960
وهكذا ما لبثت أن انضمت دولة الإمارات العربية المتحدة بعد بروزها كدولة متكاملة وناضجة، إلى جامعة الدول العربية وإلى منظمّة الأمم المتحدة، كما كانت إحدى القوى الدافعة وراء تأسيس منظمة المؤتمر الإسلامي في السبعينيات من القرن العشرين.
– صالة الترانزيت في مطار دبي الدولي في السبعينيات
ويعكس مجلس التعاون الخليجي الذي يتكوّن من دولة الإمارات العربية المتحدة، وعمان، وقطر، والبحرين، والكويت، والمملكة العربية السعودية، والذي تمّ تأسيسه خلال القمة التي انعقدت في أبو ظبي عام1981 م، مدى عزم دولة الإمارات العربية المتحدة على تعزيز الوحدة والتعاون مع سائر بلدان العالم العربي، بالإضافة إلى تعزيز العلاقات بينها وبين تلك الدول.
وكذلك استفادت عدة دول فقيرة ومجتمعات على المستوى العالمي من المساعدات المادية والمالية التي كانت تُمنح لهم باسم دولة الإمارات العربية المتحدة من قبل حاكم أبوظبي.
– مطار دبي الدولي في ثمانينات القرن العشرين
ويكمن مدى نجاح النظام السياسي في دولة الإمارات العربية المتحدة في أنّها تمثّل مزيجاً فريداً من القديم والحديث مع التزام فطري،" بالإجماع والمناقشة والديمقراطية المباشرة".
إنّ دولة الإمارات العربية المتحدة هي الدولة الاتحادية الوحيدة في العالم العربي التي لم تبقَ وتستمرّ فحسب، بل إنّها قد نجحت أيضاً في تكوين واستخراج هوية قومية مميّزة مع مرور الزمن.
إنّ اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة ما يزال – وسوف يستمرّ – مصدراً للفخر لدى أجيال الإماراتيين الحاضرة والمستقبلة.