أخبار الآن | دير الزور – سوريا – (خاص)
أصدر تنظيم داعش قرارا يقضي بمنع عمليات تصفية النفط في مناطق ريف دير الزور والتي يطلق عليها محليا اسم "التكرير"، منسقو حملة "ديرالزور تحت النار" أشاروا إلى أن التنظيم يستمر في ممارسات التضييق على الأهالي في المنطقة بعد سيطرته عليها كليا.
فبعد قرار إغلاق المدارس ومنع المنظمات الإغاثية من العمل وحملة الاعتقالات العشوائية وعمليات الإعدام المكثفة يزيد التنظيم من معاناه الأهالي من خلال ممارساته الخانقة حتى في السيطرة على عمل الأهالي ومحاولة تأمين أي وسيلة تساعدهم في العيش وتأمين أبسط متطلبات الحياة.
أبو البراء الشرقي أحد منسقي حملة دير الزور تحت النار قال لأخبار الآن: "بعد سيطرة التنظيم على جميع الحقول النفطية في المنطقة والتي تعد ثروة هائلة يحقق من خلالها داعش مردودات مالية ضخمة بشكل يومي جاء القرار الأخير كالصاعقة على الأهالي بعد منع العمل في تصفية النفط بالطريقة البدائية الحرق أو التكرير كما يعرف هنا ".
وأضاف الشرقي متحدثا عن انتشار هذه الظاهرة بشكل كبير جدا في مناطق ريف ديرالزور بعد تحريرها من قوات النظام وخصوصا القرى القريبة من الحقول النفطية: "إن قسما لا بأس به من الأهالي يعملون بتكرير النفط وتصفيته بالطرق البدائية لتأمين المحروقات مازوت بانزين كاز خصوصا أنه بات من الصعب جدا الحصول على هذه المحروقات من مناطق سيطرة النظام ولم يعد أمامهم وسيلة سوى إستخراجها بالطرق البدائية رغم المخاطر والأمراض التي ربما تنتج عن ذلك ".
يذكر أن أسعار النفط وعلى عكس انخفاضها في الأسواق العالمية بدأت بارتفاع ملحوظ في المنطقة بعد الغارات التي شنتها قوات التحالف الدولي لآبار النفط ومراكز التكرير، كما أنها قفزت مرة أخرى إلى أرقام قياسية بعد قرار داعش ليصل سعر برميل المازوت إلى 100 دولار أي بواقع ارتفاع 4 أضعاف خلال أقل من شهرين.
وائل العمر أحد منسقي حملة دير الزور تحت النار قال: "إن طيران التحالف قصف مطلع الشهر الماضي عدة مواقع لهذه المصافي وتسبب بتدمير عدد كبير منها، مما أدى الى زيادة أزمة المحروقات بشكل واضح".
وجاء قرار التنظيم الجديد كالصاعقة على الأهالي وزاد من حصار داعش ومعاناة السكان وصعوبة تأمين المحروقات أو إمكانيه شرائها في ظل الإرتفاع الجنوني في أسعارها.
يضيف "العمر" أن قرار داعش يشمل أغلب مراكز التصفية المهمة في ريف دير الزور تقريبا ابتداءا من منطقة الشدادي التابعة لمحافظة الحسكة شمالا إلى محيط حقل العمر النفطي في الريف الشرقي لمحافظة دير الزور، ويتزامن هذا القرار مع فصل الشتاء والذي يكون فيه الأهالي بأمس الحاجة للوقود خصوصا في ظل إنقطاع الكهرباء وعدم وجود أي وسيلة أخرى للتدفئة لكن تنظيم داعش يستمر في حصاره وفي تضييق الخناق أكثر على المدنيين في المناطق التي يسيطر عليها.