قتل شخصان في القاهرة بعد ظهر اليوم الجمعة في اشتباكات بين الشرطة ومتظاهرين اندلعت على هامش تظاهرات دعا لها معارضون للحكومة عبر البلاد، وذلك بعد ساعات على مقتل ضابط جيش برتبة عميد في هجوم بالرصاص شرق القاهرة.
ورفعت قوات الجيش والشرطة من تأهبها في القاهرة ومختلف مدن البلاد حيث انتشر افراد واليات الجيش حول المؤسسات الحكومية الهامة تحسبا لاي اعمال عنف محتملة عادة ما تصاحب التظاهرات.
وكانت الجبهة السلفية احدى اكبر كيانات السلفيين في مصر والداعمة للرئيس الاسلامي المعزول محمد مرسي، دعت انصارها الى التظاهر الجمعة عبر البلاد "لإعلان هوية مصر الإسلامية ورفض التبعية للهيمنة الصهيونية والغربية ولاسقاط حكم العسكر".
لكن هذه الدعوات لم تقابل باستجابة واسعة من المتظاهرين حيث بدت كثير من الشوارع خالية بشكل واضح الجمعة باستثناء بعض الاماكن القليلة، بحسب صحافيون في وكالة فرانس برس.
وفي حي المطرية (شمال شرق القاهرة) قتل شخصان على الاقل في اشتباكات بين المتظاهرين الاسلاميين والشرطة، حسب ما افاد مسؤولون امنيون وطبيون.
ويشهد حي المطرية مواجهات باستمرار بين الشرطة والمتظاهرين الاسلاميين.
واكد الناطق باسم وزارة الصحة المصرية حسام عبد الغفار لوكالة فرانس برس "مقتل شخص بطلق ناري في الصدر في المطرية".
وافاد صديق لاحد القتلى فرانس برس ان القتيل يدعى محمد حسن وانه متظاهر اسلامي يشارك بانتظام في التظاهرات ضد الحكومة. واضاف ان "الشرطة اطلقت النيران بعشوائية على المتظاهرين".
وفرقت الشرطة تظاهرات صغيرة في اماكن متفرقة عبر البلاد.
وفي حي الهرم (غرب القاهرة)، اقتصرت التظاهرات على قرابة عشرين شخصا هربوا في الحال الى الشوارع الجانبية مع قدوم الشرطة، فيما القت الشرطة القبض على متظاهر واقتادته الى سيارة شرطة، بحسب صحافي من فرانس برس.
واوضح الناطق باسم وزارة الداخلية هاني عبد اللطيف في بيان انه جرى "توقيف 145 من مثيرى الشغب بحوزتهم زجاجات مولوتوف معده للاستخدام والعاب نارية".
وفي وقت سابق اتهمت الداخلية الموقوفين بانهم "ينتمون لجماعة الاخوان المسلمين". وقالت الشرطة انها فككت ثماني قنابل بدائية الصنع عبر البلاد.
وفي الصباح، قتل عميد في الجيش واصيب اثنان اخران في هجوم بالرصاص شرق القاهرة.
واعلن الجيش المصري في بيان بثته وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية ان مسلحين في سيارة بدون لوحات معدنية فتحوا النار على ضابط جيش وجنديين في حي جسر السويس في شرق القاهرة ما اسفر عن مقتل الضابط وهو برتبة عميد واصابة الجنديين.
واوضح الجيش ان المهاجمين لاذوا بالفرار عقب الهجوم.
وكانت مصادر امنية افادت فرانس برس ان الهجوم وقع امام فندق النخيل في حي جسر السويس.
واعلنت جماعة الاخوان المسلمين دعمها للتظاهرات التي دعت اليها الجبهة السلفية بدون ان تدعو انصارها بشكل صريح للمشاركة بها.
وانتشرت اليات الجيش والشرطة حول المؤسسات الحكومية الحيوية وفي ميادين مهمة في القاهرة. كما انتشرت سيارات الاسعاف بشكل واضح قرب اماكن التظاهرات المحتملة، بحسب صحافي في وكالة فرانس برس.
ويشهد يوم الجمعة باستمرار تظاهرات اسبوعية لانصار مرسي في عدد من المدن لكن تلك التظاهرات لم تعد تحظى بمشاركة او زخم كبيرين خاصة مع قمع الامن المتواصل لها.
لكن تظاهرة اليوم كانت تثير مخاوف من اشتعال احداث العنف مجددا بعد اشهر من الهدوء النسبي.
وقال وزير الداخلية المصري محمد ابراهيم في تصريحات للصحافيين قبل ايام "نحن مستعدون لمواجهة أي أعمال عنف بكل حسم بالقانون".
وعزل الجيش المصري بقيادة قائده السابق والرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي الرئيس الاسلامي محمد مرسي المنتمي للاخوان في الثالث من تموز/يوليو 2013 اثر احتجاجات شعبية حاشدة عبر البلاد.
وتعتبر الحكومة المصرية الاخوان "تنظيما ارهابيا". كما امر القضاء المصري بحل جماعة الاخوان المسلمين وذراعه السياسي حزب الحرية والعدالة.
ومنذ عزل مرسي، تشن السلطات المصرية حملة واسعة على انصاره خلفت نحو 1400 قتيل واكثر من 15 الف معتقل على راسهم قيادات الصف الاول في جماعة الاخوان الذين يحاكمون في تهم مختلفة.