بعد حصار القوات التابعة للنظام لبلدات وأحياء من العاصمة دمشق والتي لا تبعد عن مركزها سوى 4 كيلو مترات فقط، يلجأ الأهالي إلى الطريق البديلة و البدائية لمواجهة الحصار المفروض عليهم، أبو البراء ناشط إعلامي و أحد سكان حي العسالي الدمشقي جنوب العاصمة يتحدث عن صعوبة الحياة في المنطقة المحاصرة.
يقول أبو البراء منعت القوات التابعة للنظام أبسط مقومات الحياة من الدخول إلى بلدت العاصمة الجنوبية، في حصار مطبق يعيشه الأهالي منذ أكثر من عام، بسبب احتضان هذه الأحياء والبلدات لكتائب الثوار، مما دفع الأهالي إلى ابتكار أساليب جديدة لتحريك عجلة الحياة منها تصنيع المحروقات و البترول، التي هي الأساس في تشغيل المولدات ووسائل النقل وخاصة بعد انقطاع الكهرباء عن المنطقة.
يقوم القائمون على هذه الإبتكار بتجميع أكبر عدد من القطع والأنابيب البلاستيكية، وحرقها بأواني مخصصة، ودرجات حرارة عالية، وهي مواد قد يجدونها من مخلفات المنازل المدمرة جراء قصف الطيران على بيوت المدنيين، حيث أن جميع المخلفات قد يكون لها استعمال جديد بحسب المصدر.
وعن طريقة التصنيع يضيف أبو البراء : "بترول جنوب دمشق عبارة عن مادة سريعة الاشتعال يتم استخراجها من المواد البلاستيكية المتوفرة، بعد فرم البلاستيك ووضعه في براميل كبيرة الحجم و مضغوطة، ثم يتم في الدرجة الثانية تعريضها لدرجة حرارة قوية يتم فيها صهر البلاستيك حتى تتبخر هذه المواد عبر أنابيب معدنية".
ويضيف لقد ساعدت هذه المادة المصنعة بلدات جنوب العاصمة دمشق المحاصرة في إعادة الحياة إليها بعد هلاكها، ولكن تعتبر الغازات المنبعثة عن هذه المادة أول سبب في تعريض الأهالي لمرض السرطان، مع عدم توفر أي إمكانية للعلاج، بسبب ندرة الأدوية.
يقول وليد الآغا: " إن بساطة العملية التي تبدأ بصهر المواد البلاستكية وتذويبها وإنتاج ما يطلق عليه اسم "البترول الوطني" أي المصنع محليا، إلا أن أضراره الجسيمة لم تمنع الأهالي من المتابعة في استخراجه وبيعه بسبب سعره المنخفض عن سعر الديزل، وإمكانيته تشغيل وسائل النقل والأفران والمولدات وحتى استعماله للتدفئة في فصل الشتاء البارد، بعد رفض القوات التابعة للنظام دخول المحروقات إلى المنطقة رغم الهدنة الموقعة مع النظام.