أخبار الآن | دير الزور – سوريا – (خاص)
بعد سلسلة من المفاوضات المكثفة من قبل أهالي الشعيطات مع تنظيم داعش صدر أخيرا قرار العفو عن أهالي قرية غرانيج وسمح لهم بالعودة إلى منازلهم ضمن شروط قاسية من الممكن أن تجر الويلات لأهالي القرية في الأيام المقبلة، إلا أن القرار كان جزئيا ولم يشمل قريتي الكشكية وأبو حمام إذ يعتبرهما التنظيم الأكثر مقاومة له في الحرب التي دارت سابقا بين الطرفين.
النازحون في المدن والقرى المجاورة إتخذوا من البيوت المهجورة والمدارس والخيام مأوى لهم، بدأوا منذ صباح الثلاثاء العودة إلى منازلهم ضمن مشاهد مؤلمة في عودة جماعية لأكثر من 20 ألف شخص حرموا لأكثر من ثلاثة أشهر حتى من المرور في شارع قريتهم الرئيسي.
وائل العمر أحد منسقي حملة ديرالزور تحت النار في يقول لأخبار الآن: "إن الشروط التي فرضها التنظيم والتي أسفرت مبدئيا عن عودة أهالي غرانيج من شأنها أن تجر الكثير من عمليات التصفية فيما بعد لكل من سيشك بمشاركته في قتال التنظيم سابقا، ولن يستطيع أحد من أهالي القرية أن يعترض على أي حكم صادر بعد اليوم لأنه من ضمن الشروط التي وضعها التنظيم للعودة "
يضيف العمر "حيازة السلاح ولو كان فرديا ومقاتلة التنظيم والتستر على أية معلومة ضد أي شخص قاتل التنظيم سابقا و التجمعات والاجتماعات والتغيب عن الدروس الدينية التي سيقيمها التنظيم في القرية. كلها تهم سوف تؤدي إلى القصاص ممن تثبت عليه إحداها بحسب الشروط المعلنة والتي تم إصدارها سابقا في آخر اجتماع معلن بين التنظيم وشيوخ العشيرة والوسطاء.
وفي مقطع فيديو وحسب منسقو حملة ديرالزور تحت النار ظهر رجل كبير في السن من أهالي الشعيطات يخاطب مجموعة من شرعيي داعش في اجتماع مفاوضات سابق يتبرأ فيه ممن قاتل التنظيم بقوله: إن التنظيم أخذ الكل بجريرة الأفراد "، ويفهم من كلام الرجل أنه ليس من المعقول أن تحاسب عشيرة الشعيطات بأكملها على فعل عشرات من الشبان قاتلوا التنظيم، ويشير أيضا أن بعض الحوادث نسبت إلى الشعيطات ولم تكن من فعلهم.
في ذات الوقت يشير منسقو حملة دير الزور تحت النار إلى أن كلا من قريتي أبو حمام والكشكية ويسكنهما أكثر من 80 ألف نسمة يراقبون عودة أهالي غرانيج بآمال عريضة بالعودة إلى منازلهم، حيث لاتزال المفاوضات جارية من قبل أعيان القريتين مع التنظيم الذي يرفض عودتهم.
الشاب محمود من أهالي قرية أبو حمام صرح لأخبار الآن أنه حتى آخر اجتماع مع التنظيم كان شرعيو التنظيم يصرحون بشكل مباشر أن عودة أهالي القريتين شبه مستحيلة بسبب ثبوت مقاتلتهم للتنظيم وحيازتهم للأسلحة.