برزت حالة من التململ العلوي في صفوف المدنيين جراء ارتفاع أعداد القتلى من المدن الساحلية على جبهات القتال مع الثوار، لتنتقل حالة التململ – وفق مصادر- إلى ضباط الجيش الذين زجهم بشار الأسد في حرب مفتوحة ضد الشعب السوري.
لا يزال العديد من المنتمين للطائفة العلوية موالين للنظام السوري، برغم ممارساته ورغم القتلى الذين وصلوا إلى عشرات الآلاف من صفوفهم. ويعتقد مراقبون أن نسبة من هؤلاء قد تكون معارضة سراً لكنها تخشى من عقاب النظام إن كشف أمرها.
وفي تعليقه على الموضوع لأخبار الآن من برلين قال حبيب صالح الكاتب و المعارض السوري العلوي ان عدد القتلى العلويين منذ بدأ الثورة السورية وصل الى ثلاثة وتسعين الف قتيل, وتم الإستناد على تلك الارقام من خلال إتصالات مباشرة مع عوائل وناشطين ومع تنسيقيات ومثقفين ومع مُنتمين الى احزاب يسارية والى مُتظلمين سابقين والى سجناء سابقين والى رموز محترمة, وتم توثيق نعوات اغلب القتلى والجنازات التي اقيمت في تلك القرى وهناك من يراقبون ويسجلون ويجمعون النعوات وهذه الوثائق والمرجعيات التي اعتمدنا عليها ونحن على اتصال بكل تلك الاطراف ولا نجمعها من اي مؤسسات دولية انما نجمعها ميدانياً .
بعد المشاكل التي جلبها النظام للعلويين، إلى أي مدى باتت الأصوات في داخل البيت العلوي تتعالى ضد هذا النظام وتطالب برحيله؟ اجاب الكاتب و المعارض السوري حبيب صالح ان النقمة على النظام السوري تستشري في كل الجبل للاسباب التالية: الخسائر الكبيرة التي دفعوها من شبابهم ومن القوة البشرية لهم وعدد الضحايا والقتلى الذين قتلوا في مدن سورية بعيدة منها دير الزور وحلب ودرعا وانا اعتبرهم قتلوا كمحتلين وغزاة , قتلوا لتنفيذ ادوار لحساب السلطة وبقاء السلطة والعائلة ولم يقتلوا في الجولان ولا في معركة حدودية قتلوا في سبيل بقاء نظام عاش على زج الناس بالسجون ولم يجري النظام اي إنتخابات وبالتالي هذا النظام الذي قُتل من اجلها العلويون لم يقتلوا من اجل قضية وطنية, واضاف المعارض السوري ان هذه الفاجعة ادت الى دمارهم الإقتصادي وتوقف إنتاجهم وكانوا كلهم فلاحون ينتجون الخضار والفواكه والحبوب ويصدرونها الى كل مدن سوريا والان لم تعُد دولة إقتصادية ولم يعد بوسع ابنائهم الذهاب الى الجامعات ولم يعد الاحساس بالآمن موجود اضافة الى الحالة العسكرية الصعبة والحواجز التي تمنعهم من التنقل بحرية .
وطالب المعارض العلوي المعارضة السورية باستعادة خطابها ومد والجسور مع العلويين لخلق حراك وطني لاسقاط النظام .
وحسب ضابط منشق فإن الوضع السوري الراهن أيقظ الخلافات بين أنصار عائلة الأسد والناقمين عليها من العلويين، ووفق الضابط المنشق فإن التوترات العائلية العلوية باتت مشهدا يوميا.