تختلف أشكال المعاناة التي تعرضت، ولا تزال تتعرض لها النساء سواء في سوريا أم خارجها من دول اللجوء.
فعنف النظام الذي مورس بحق السوريين وخاصة النساء، ترك جراحا يصعب مداواتها. تروي أم أحمد المكلومة بفقد إبنها وزوجها لأخبار الآن قصتها مع عنف نظام الأسد الذي افقدها فلذة كبدها ومعيل أطفالها، وتركها تقاسي مرارة التشرد في مخيمات اللجوء على الحدود مع تركيا.
تحكي أم أحمد قصتها فتقول: "بداية العام 2012 كنا نائمون في الصباح، فهجم علينا الجيش، فاعتقلوا ابني، ساقوه الى اللطامنة، فعذبوه وجروه بالدبابة، مارسوا كل اشكال العنف ضده، ﻻ انسى هذا اليوم الى موتي، ومن كثرة تعذيبهم له، اطلقوا رصاصتين، في رأسه واخرى في صدره، وطمروا رأسه بالبطيخ اﻻحمر الى ان فارق الحياة، ادعو الله ان يحرق قلب بشار اﻻسد كما حرق قلوب اﻻمهات، وكما يتم اﻻطفال ورمل النساء".
وتتسائل أم أحمد: "كيف ليس اجرام؟ وانا تعبت وربيته الى ان اصبح عمره 23 عام وفي لحظة عابرة يقتلوه، كيف ﻻ يعتبر اجرام؟ ما هو الشي المشين الذي عملناه للأسد، لقد امضينا عمرنا عملا في القطن وغيره لكي نقدم له ثمن الدبابات التي يقتلنا فيها، كيف؟".
وتضيف: "كيف وقد حرم اطفالي من المعيل، لم يكتفي بقتل الأب بل وقتل اﻻبن، ماذا تريد ان اقول، حتى الدموع لم تعد تسقط على كثرة ما بكينا. وزوجي كان ذاهبا للطامنة، وعندها دخل الجيش وبدأ باطﻻق النار بطريقة عشوائية، وكان زوجي من بين القتلى اللذين سقطوا. زوحي طول حياته كان فلاحا فقيرا، لم يعيش يوما هنيئا، لم نمضي الحياة اﻻ في تسديد الفواتير من كهرباء وماء لبشار اﻻسد".