الحصار لم يثنه عن إطعام أولاده، يعيش أبو إسلام في الحولة بريف حمص، يزرع الأرض المجاورة لمنزله. يعتاش من جنى كفيه، ويساعد جيرانه.
حرمته الحرب من عمله وهو أب لأربعة أطفال، أبو اسلام أحد سكان منطقة الحولة المحاصرة في حمص، تضيق به السبل الآن لتأمين طعام لأولاده لكن عزيمته لا تزال كما كانت رغم الحصار.
يقول أبو اسلام مواطن من الحولة بحمص: "الحمد الله هي السنة سنة خير عم نزرع خضرا بالأرض وناكل منها لأن مافي شغل، وعم نبيع مشان نأمن حق الخبز".
لجأ أبو اسلام إلى زراعة الخضراوات في بيته ليدرء بها الجوع عن معدة صغاره الفارغة، في تحدٍ واضح للحصار والمأساة والمعاناة اليومية، تتجلى في عمل أبي إسلام، محققاً نوعاً من الاكتفاء الذاتي، وبيع الفائض لتأمين باقي متطلبات الحياة.
يقول أحد أطفال أبو إسلام: "عم نزرع الأرض يلي بالدار، لان مافي شغل وما فينا نطلع لبرا على منطقة المشاريع والأراضي الزراعية، لأن محاصرين عم نزرع سلق، وسبانخ وملفوف".
تجربة أبو اسلام تجربة تحرر من خلالها من الحصار في منطقة محاصرة ومضيق عليها، أمنت له مصدر رزق وسدت احتياجاته جيرانه كما استطاع من خلال ذلك تأمين ثمن الخبز لأطفاله، الذين الذين يعملون معه، في ظل انقطاعهم عن المدارس قصرياً.
يضيف ابن أبو إسلام: "هي الخضروات منزرعها عنا بالدار، وكل نهار الصبح بطلع بيع منهم لنأمن حق ربطة الخبز، لأن الأسعار غالية، وحتى نشتري ربطة الخبز، وناكل أنا وأخواتي".
وتتوزع المهام بينهم بين من يساعد بالزراعة، وبين من يبيع الخضروات في سوق المدينة القريب.