أعلن تنظيم داعش قتله بيتر عبد الرحمن كاسيغ، 26 عاما، شاب أمريكي من ولاية إنديانا. درس العلوم السياسية كان جزءا من الجيش الأمريكي حتى عام 2004. ومنذ عام 2007 وهب نفسه للأعمال الإغاثية.
عبد الرحمن كاسيغ، الذي كان يدعى بيتر قبل تحوله الى الإسلام عام 2013. تعلم العربية و إنتمى للإسلام متأثرا بعمله الإغاثي في سوريا منذ عام 2012. عمل كذلك متطوعا في الأعمال الإغاثية في كل من لبنان و ليبيا وغيرها من الأماكن المنكوبة.
عبد الرحمن، كان قد أختطف في شهر اكتوبر العام الماضي. و قد سبق وان هدد تنظيم داعش بقتله في فيديو يصور مقتل الرهينة البريطاني الان هينينغ. ومنذ حينها و أصدقائه و أفراد عائلته يحاولون بكل ما وسعهم للتوصل للإفراج عنه. الى أن ذهبت جهودهم سدى منذ أمس الأحد حيث صور فيديو عملية قطع رأس صديقهم و إبنهم.
محطات في حياة كاسيغ
عام 2007 ترك عبد الرحمن الجيش الأمريكي لأسباب طبية، و وهب نفسه للأعمال الإغاثية مخاطرا بحياته في كثير من الأحيان. أصدقاؤه و أفراد عائلته الذين تحدثوا لوسائل الإعلام ذكروا أن قضاء بيتير وقتا في الشرق الأوسط وسط الحروب أثر عليه و جعل هدفه في الحياة أن يساعد المدنيين في أوضاع الحرب، وبالفعل هذا ما فعله. في ليبيا، لبنان، و في المخيمات الفلسطيينة و أخيرا سوريا.
تلقى كاسيغ تدريبا ليصبح مؤهلا كعضو تقني في الطوارئ الطبية، وبالفعل سافر كاسيغ ليعمل في مستشفيات وعيادات لبنان وتركيا كمتطوع حيث يتم إستقبال السوريين الذين نزحوا من بلادهم هربا من أعمال العنف. بالإضافة الى عمله في مناطق منكوبة في مساعدة الجرحى. وفي لقاء معه على شبكة CNN وصف كاسيغ الأمر بأن قال "الطريقة التي رأيت بها الحرب، جعلتني لا أملك خيرا آخر. أنا وجدت هنا لأفعل ذلك".
إستطاع أيضا كاسينغ خلال عمله أن ينشئ روابط مع المدنيين و الثوار السوريين الذين عمل معهم وفي علاجهعم. قالت عنه إحدى الممرضات اللواتي عمل معهن في تصريح لها لشبكة CNN :"بيتر يعرف أننا لسنا ارهابيين كما يحاول النظام ان يظهرنا، هو يرانا كيف نضحك و نحب الحياة رغم ما نمر به.. نحن فقط نريد أن نعيش".
أنشأ منظمته الإغاثية الخاصة به
أنشأ بيتير في لبنان منظمة إغاثية تحت إسم سيرا SERA وهي إختصار لـ إستجابة و دعم لحالات الطوارئ الخاصة. وكان هدف المنظمة توفير المساعدة الطبية و الغذاء والدواء و الملبس لضحايا الحرب في سوريا. جمعت المنظمة الآف الدولارات و كان كاسيغ يسافر الى سوريا للإشراف على توصيل المساعدات بنفسه.
عند سماع خبر اعتقاله، في حديث أجرته مجلة النييورك مع أصدقاء وزملاء لكاسيغ. تحدثوا عن إنجازاته. قال أليسون ميوز : "كاسيغ كان شخص يشعر بحاجة عميقة لجعل العالم مكانا أفضل، و"يريد العمل لتخفيف المعاناة التي رآها في سوريا".
ذكرت كاتي سولا، صديقة أخرى لكاسينغ في لبنان، أنه "كاسيغ وجد خالص سعادته العميقة وهو يقود شاحنة مليئة بالإمدادات الىسوريا".
بعد نقل مقر SERA من لبنان الى غازي عنتاب، تركيا، في عام 2013، واصل كاسيغ تقديم المساعدات إلى سوريا، بالرغم من تدهور الأوضاع الأمنية. شملت الوجهات التي ذهب اليها عدة وجهات كان بعضها يسكل تهديدا حقيقيا على حياته، وكان آخر وجهاته مدينة دير الزور السورية. فيحيث كانت المدينة تنهار و المدنيين بأمس الحاجة الى أي مساعدة تصلهم.
لم تنفع كل الدعوات التي أطلقها أصدقاء عامل الاغاثة الاميركي بيتر كاسيغ المخطوف، للإفراج عنه، كما لم تنفع مناشدات والديه وتوسلهما لزعيم التنظيم المتطرف أبو بكر البغدادي بالعفو عن ابنهما.
وكان أصدقاء كاسيغ قد عقدوا مؤتمراً صحافياً الاسبوع الفائت في مدينة طرابلس، قال خلاله فراس آغا، وهو لاجئ سبق له ان اقام في شقة واحدة لفترة من الوقت مع كاسيغ في طرابلس، "في الاسلام، لا يجوز ان يقتل مسلم مسلما آخر، خصوصا إذا كان هذا الاخير من فاعلي الخير، فزميلنا كان شاباً متحمساً الى درجة أنه كان يساعد اللاجئين من نفقته الخاصة".
ويعتبر كاسيغ سادس رهينة تعدمها "داعش" خلال الاشهر الماضية.