طفلة سورية لها اجنحة ملائكية، وأجنحتها مقيدة بأغلال وتمسك بيدها ساعة بدون عقارب دلالة على توقف الزمن، لوحة رسمت عبر ريشة فنانين سوريين ودون عليها اسماء 12490 طفل سوري استشهد في الثورة السورية منذ بدايتها حتى اليوم، لوحة تعتبر الاكبر في تاريخ سوريا كلها، وتسعى اليوم الى دخولها ضمن موسوعة غينس للأرقام القياسية، يطمح القائمون عليها ايصال صوت الالاف الاطفال السوريين الذين استشهدوا خلال الاربع سنوات الماضية إلى العالم الخارجي، لعل هذا العالم يسمع اصواتهم بطريقة اخرى ويتفاعل مع وجعهم حيث تم تدوين اسماء الشهداء الاطفال الموثقين من مركز توثيق الانتهاكات السوري.
"ملائكة سورية" الاسم الذي تم اختياره للوحة، حاول الفنان السوري حسام السعدي صاحب فكرة اللوحة ومن قام بتنفيذها جعلها تجسد اكبر ماساة انسانية بالعصر الحديث وليست كأكبر حجم فقط حيث يقول في تصريح لاخبار الآن عن كيفية نشوء الفكرة والعمل على تنفيذها: "نشأت الفكرة نتيجة عدة ضرورات بالثورة السورية والوضع السوري وهي من اهمها محاكاة الراي العام العالمي ولفت انظار العالم الى الكارثة الانسانية بحق اطفال سوريا، لانه من المعلوم ان الشعوب هي التي تضغط على الانظمة لتغيير سياساتها ونحن كمعارضة الى اليوم مقصرين في خطابنا واسلوبنا، ولم نستطيع ايصال صوتنا للعالم، بالإضافة الى سعينا اعادة الوجه الحقيقي المدني السلمي الثقافي للثورة خاصة وان الساحة الفنية والثقافية هي معركة وجبهة لاتقل اهمية عن الجبهات الاخر بل هي الاهم ومن الضروري اعدة احياء هذه الجبهة واستخدام هذا السلاح لان الفن لغة العالم يجب استخدامه لايصال صوتنا بعد ان عجزنا ايصاله الى مسامع العالم ، دون نسيان تخليد اسماء اطفال سوريا عبر هذا العمل الفني وهو اقل واجب علينا ".
ويتابع حسام عن فريق العمل المشارك واسلوب العمل حيث يقول: "فريق العمل الفنان التشكيلي حسام علوم والفنان التشكيلي عبد الجليل الشققي والخطاط احمد الضلي، لقد مرنا بلحظات صعبة نتيجة ساعات العمل الطويلة وهاجس الوقت حيث كنا نعمل قرابة ال 12 ساعة يوميا بظروف عمل صعبة بسبب وضعية اللوحة على الارض واختلفنا وتفاهمنا كثير وكانت اللوحة تجمعنا واستطعنا ان نجسد شكل سوريا بالمستقبل رغم الخلاف ان قرار الشعب السوري يستطيع ان يرسم سوريا كأجمل لوحة بالعالم "
الفنان حسام الحلوم من المشاركين في العمل، كان جل حديثه لاخبار الآن عن دور الفن كرسالة في الثورة السورية بشكل خاص وبايصال صوت أي قضية نحو الى كل لغات العالم بشكل عام حيث يقول ": الفن لغة عالمية لا تحتاج الى مترجم والعمل مشغول ضمن رساله واضحة كحقيقة ما يحتويه، ان يقف اي انسان امام عمل ضخم بمساحة 450 متر مربع ويلاحظ انه مرسوم بألاف الكلمات عندها فقط نستطيع ان نوصل رسالتنا للعالم، فالفن دائما مقياس لحضارة الشعوب ويجب نحنا كسوريين نفرجي العالم حقيقتنا التي شوها الإعلام من خلال التطرف وداعش وغيرها، والشعب السوري شعب مبدع شعب خلاق شعب يحب الحياة، وبالتالي يجب التركيز على الفن واهماله من أحد الأخطاء التي مرينا فيها في ما مضى وتهميش هذا الجانب رغم اهميته وقدرة ايصال رسالته للمجتمع الدولي كان اهم جانب اثر في ايصال صوت الثورة السورية بشكل صحيح ".
بعيدا عن الرصاص ولغة البراميل المتفجرة ولغة السلاح، يحاول حسام السعدي ومن معه ايصال صوت السوريين، وليس من المبالغة القول ايصال صراخ الالاف الاطفال السوريين قبل وفاتهم الى كل لغات العالم، عل هذا العالم يعرف الحقيقة بشكل مختلف عما يعرف الآن، ولعله حين يسمع صراخ هؤلاء الاطفال ويقرأ اسمائهم يعلم حينها ان في هذا البلد ثورة شعبية وشعب يقتل واطفال تزهق ارواحها دون ذنب.