أكد تقرير نُشر في صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن العلويين الذين يدعمون بشار الأسد، بدؤوا يضيقون ذرعا بطريقة تعاطي النظام مع الحرب الدائرة في البلاد منذ 2011.
وقال التقرير إن العلويين بدأوا يُظهرون علامات الحيرة والتشكك تحت وطأة الحرب في سوريا، فقد أصبح بعض أعضاء الأقلية العلوية أكثر انتقاداً لطريقة تعامل النظام مع الصراع على مواقع التواصل الاجتماعي ومن خلال المشاركة في احتجاجات نادرة.
ويشير التقرير إلى أنه "رغم أن العلويين لم يؤيدوا الأسد بصورة حصرية، لكن خوفهم من المعارضة المتطرفة بشكل متزايد، يمنعهم من الانشقاق بأعداد كبيرة عن النظام، حيث إن مقاتلي داعش يعتبرون العلويين من المرتدين، وبالتالي ينظرون إلى النظام بوصفه حصناً ضد موجة العنف والتعصب التي تروج لها جماعات مثل داعش.
وكان عشرات العلويين في مدينة حمص نظموا الشهر الماضي مظاهرة احتجوا فيها على مقتل نحو 50 طفلاً في تفجيرين، مطالبين بعزل المحافظ لـ"فشله في وقف الهجمات".
وبينما امتنع المحتجون عن الدعوة لإسقاط الأسد، رفضوا رفع صوره أثناء المظاهرة.
كما نُظمت احتجاجات صغيرة أخيرا في المناطق العلوية على طول الساحل السوري، كان أبرزها في طرطوس، حيث شارك مواطنون في مسيرات وزعوا خلالها منشورات تدعو الناس للرد على تصاعد ضحايا الحرب والمزاعم التي تفيد بأن النظام تخلى عن جنود اعتقلهم المتطرفون السنة وأعدموهم.
ويشير محللون وناشطون إلى أن "العلويين الذين يشكلون نواة قوات الأمن الموالية للأسد، يتهربون بشكل متزايد من الخدمة العسكرية الإلزامية في حرب بدأت قبل ما يقرب من أربعة أعوام، وألحقت خسائر فادحة بطائفتهم مقارنة بالسنة، الذين يقودون التمرد".
ويقول لؤي حسين، وهو ناشط علوي في دمشق من منتقدي النظام السوري، إن "العلويين يشعرون بإحباط متزايد من النظام لعجزه عن إحراز تقدم يذكر نحو إنهاء الحرب".
ويعزو الخبير في الشؤون السورية، والعضو في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، اندرو تابلر، ذلك الشعور جزئيا إلى عوامل ديموغرافية، مثل تجاوز أعداد الأغلبية السنية في سوريا لعدد العلويين، الذين يشكلون نحو 12% من أصل 24 مليون نسمة قبل الحرب.
ويقول تابلر إن "العلويين يدركون أن الحرب لن تنتهي قريباً، وأنه لا يمكن الاعتماد على قوة النيران وحدها لإنهائها في ظل التركيبة السكانية الراهنة في سوريا.