في تحدٍ لظروف الحرب التي تعيشها أخطر مدن العالم حلب، تم تحويل أحد الملاجئ في المدينة إلى نادي وأنشطة ترفيهية لإدخال البهجة والفرحة على نفوس الأطفال، خطوة فريدة من نوعها تهدف لجعل الطفل يمارس حياته بشكل طبيعي ويلعب بمأمن بعيداً عن مخاطر الحرب المندلعة في المدينة منذ نحو عامين.
تحت سطح الأرض بنحو عشرين قدماً اختارت جمعية "غراس" لكفالة اليتيم مكاناً واسعاً مؤلفاً من عدة غرف، كان على ما يبدو ملجأً مهجوراً جرى إعادة تأهيله من جديد، ليصبح صالة ضخمة تضم أقساماً متنوعة العاب ترفيهية وغرف للعرض السينمائي والتمارين الرياضية والتعليم على الحاسوب، وفق برنامج معد من قبل مختصين.
ويهدف المشروع بحسب "أبو يزن" مدير جمعية غراس، لاستقطاب الأطفال بعد انتهاء دوامهم من المدارس وخلال العطل كي يقضوا أوقاتهم في مكانٍ أكثر أمناً ويكتسبوا من خلاله قيماً سلوكية وثقافية إيجابية تعزز من بنيتهم الحضارية بحسب تعبيره.
وفي حديث خاص لأخبار الآن حول الصالة التي أعلن عن افتتاحها حديثاً يقول أبو يزن "نطمح من خلال هذا المشروع أن نجعل من هذا الملجأ مكان حماية وترفيه للطفل كي لا تحرمه الحرب من ممارسة حقوقه الطبيعية، فأطفالنا اليوم هم بأمس الحاجة إلى اللعب لننسيهم بعض معاناتهم".
ويزور النادي يومياً عشرات الأطفال الذين يجري تقسميهم إلى مجموعات، يبدأ برنامجهم بالاستماع إلى بعض القصص في قاعة المطالعة ومن ثم الانتقال بهم إلى قاعة الحاسوب التي يجري فيها تدربيهم على كيفية استخدامه بالشكل الصحيح، ليقدم المشرفون نصائح للأطفال حول الحاسوب وأهميته في حياتهم.
وفي قاعة مجاورة يتجمع عدد من الأطفال حول طاولة الأنشطة التي تعلوها علب التلوين والأشغال إضافة لبعض القصاصات الورقية، حيث ينهمك كل طفل في صنع لوحته الخاصة به، لتزين الجدران لأحقاً بأجمل اللوحات التي يرسمها الأطفال.
وتعلوا أصوات بعض الأطفال في إحدى الغرف وهم يؤدون بعض الحركات القتالية في رياضة التايكوندو حيث يتبعون التعليمات التي يعطيهم إياها المدرب الخاص بهم، ويتحدث "علاء" أحد الأطفال الذي يشارك مع رفاقه التمارين قائلاً "أنا سعيد جداً لأنني أتعلم هذه الرياضة التي كنت فقط أشاهدها على التلفاز".
وترى "حنان" إحدى المشرفات على الأطفال أن الميزات التي تقدمها صالة الترفيه للأطفال لا وجود لها في المدارس العادية، وهو أمر يزيد من تعلق الأطفال واقبالهم عل القدوم بشكل مستمر ويؤثر على حياتهم بشكل فعال.
وتضيف لأخبار الآن "نلمس تطوراً ايجابياً في أداء الأطفال وتحسناً ملحوظاً على صعيدهم النفسي، فالضحك لا يفارقهم طوال فترة تواجدهم، وهو يقضون وقتهم بتعلم أشياء جديدة تساعدهم على الخروج من حالة الحزن التي يعيشونها يومياً بسبب الحرب".
ويطمح القائمون على الجمعية لتعميم فكرة الصالة وارسائها في كافة أحياء ومناطق حلب، كي تغدوا متنفساً للسعادة ومكاناً أمناً يحظى به الأطفال بعيداً عن كل ما يعكر عليهم قضاء طفولتهم البريئة.