أخبار الآن | جسر الشغور – ريف إدلب – سوريا – (بيسان أديب)

يزاولون مهنة موشحة بالسواد, يبدأون يومهم باكراً ووجوههم مضيئة، إلا أنها سرعان ما تتحول إلى معتمة نتيجة الغبار الداكن المتطاير من الفحم الذي يصنعونه.

لا يخشون المرض القادم منه، دافعُهم إلى ذلك هو تحصيل لقمة العيش في ظل تردي الأوضاع الإقتصادية في جسر الشغور بريف إدلب، التفاصيل في التقرير التالي. 

تعد عملية تفحيم الحطب من الأفكار والأعمال الرائجة التي يعتمد عليها الكثيرون بشكل مباشر كمصدر دخل. يتحدث أحد الحطابين عن هذه المهنة بالتفاصيل قائلاً، أن أول خطوة تكون بالذهاب إلى الحرش لجلب حطب السنديان، ليتم قصه وتشبيكه على شكل قبة، ويضيف "حصرياً يتم اختيار حطب السنديان العواد، منجيبها منقصها عالنص من متر إلى ثلاث ارباع على الأكتر، اطول ما بيصير".

ويتابع، عقب ذلك يجلب حجر مربع ويصف الحطب حوله، ويوضع فوق الحطب قش يابس. "منجيب قش تبع الشجر يبسان حصرياً، ومنحط القش".
ويوضع بعد ذلك القليل من الماء، يليه وضع التراب بعد تنقيته من الشوائب والحصى الموجود فيه تجنباً لتفتت الفحم أثناء إعداده.

بس صفينها منبخها بالمي، ومنجيب تراب وبيتم نخله لتنقيته من الحصى لحتى ما ينضرب الفحم ويتكسر. ووفقاً للحطاب، يشعل عقب ذلك عيدان نار حتى تتجمر، وتوضع في رأس القبة، ويوضع قش وأعواد ويتم تسكيرها.

"منشغل نار 4 أعواد لحتى تتجمر، ومنطبها برأس القبة، عمالينها متل القمع لحتى ينحط فيها العيدان". تترك لمدة أربعة أيام، بعد ذلك تظهر علامة حيث يخر الماء من أحد الأطراف، وهو ما يدل على أن الفحم أصبح جاهزاً، ليتم بعدها البدء بتجميع الفحم من التراب وفرزه حسب نوعه، فبعضه يكون صالح للأركلية، والأخر للشوي، ويوضع في أكياس مخصصة لذلك ويباع إلى التجار.