بعد سيطرة قوات الأسد على بلدة مورك بريف حماه الشمالي، تركز مدفعية النظام وطائراته كل قصفها على المناطق المتاخمة للبلدة بما في ذلك كفرزيتا واللطامنة والقرى الأخرى، ما تسبب بموجة نزوح كبيرة لم تشهد لها المنطقة مثيلاً من قبل،. مراسل أخبار الآن من ريف حماه مصطفى جمعة رصد الوضع هناك.
عند وصولنا إلى التخوم بين محافظتي إدلب وحماه، تلوح في الأفق مروحية تابعة لقوات النظام، وما تلبث أن تدخل أجواء ريف حماه الشمالي حتى تلقي برميلين متتاليين، على محيط تلة الصياد الإستراتيجية.
خلو كامل للحياة في مدن وبلدات هذا الريف، و حارات وشوارع غيب القصف معالمها، والبعض البعض القليل، تعايش مع إنعدام أساسيات الحياة، رغم غياب دور الجهات المعنية بتقديم العون في هذه الظروف.
يقول عبود عامل المرصد اللاسلكي: "قلة سكان, ونزوح للأهالي بشكل عام بنسبة بلغت 98 بالمئة, وقلة بالخدمات والأوضاع سيئة, ميؤوس منها بشكل, وهنا لم يبقى الا من لم ليس لديه القدرة على النزوح, ولا يتوفر لدينا هنا إلا البراميل, ومن لم يصدق فليأتي ليرى بأم عينه, ولا يوجد أي فرق سوى الدفاع المدني وفرق توزيع الخبز والمجموعات الطبية".
لم يستثني القصف بمختلف أنواع الأسلحة المساجد أو المشافي, أو حتى بائع الخضار الذي كان قبل ساعات هنا, وخاصة بعد سيطرة القوات النظامية على بلدة مورك المجاورة, فالكثير من البنى التحتية سويت بالأرض, و أصبحت أثراً بعد عين, في وقت إنشغل المجتمع الدولي بما يجري في الشمالي الأقصى من سوريا.
يضيف عبد الناصر رجب وهو مواطن سوري: "بعد سقوط مدينة مورك, نزحت مدن كفرزيتا واللطامنة وما حولهما, بسبب تكثيف القصف على هذه المناطق, وأصبح من المستحيل أن يعيش الإنسان هنا, ومن تبقى هنا يحتمي بالأقبية أو المغارات, ونتمنى من المجتمع الدولي أن يعتبرنا حارة فقط من حارات كوباني".
ومع إنتهاء مسلسل القصف اليومي, والذي غالباً ما يكون بالبراميل المتفجرة, وقبيل غروب الشمس بقليل, تتوافد بعض العائلات لإخراج ما تبقى من أثاث منازلها, مدركة أن الحرب آتية على كل شيء هنا.
من هنا مرت الحرب, فشردت وهجرت ودمرت أبنية على رؤوس ساكنيها, وأية حرب هذه, براميل متفجرة وقنابل فراغية, وصواريخ عنقودية محرمة دولياً, إلا على السوريين.