في حي الصليبة بمدينة اللاذقية وهو ذو غالبية سنية، تقوم اجهزة الامن التابعة للنظام بإزعاجات وممارسات ممنهجة بحق أهالي هذا الحي المعروف بتاريخه المعارض لنظام الاسد الأب، بدءا من معارضتهم لميلشيات رفعت الاسد اخ حافظ الاسد وصولا الى انتفاضتهم ضد نظام الابن بشار مع بداية الثورة والتي تم قمعها بطريقة وحشية اجبرت اغلب شباب الحي على الهروب واللجوء الى تلال مدينة اللاذقية المحاذية لتركيا متخذين منها مواقع لهم في المعارك ضد النظام.
احمد طبيب تم اعتقاله من من عيادته مؤخرا كشف لاخبار الآن أن أجهزة الأمن التابعة للنظام طلبت منه ايصال رسالة الى اهالي الحي مفادها الرحيل الى خارج المدينة يقول أحمد: “ بعد اعتقال دام لساعات تم اقتيادي الى غرفة المحقق الذي بدأ بالحديث مباشرة في الموضوع وطلب مني لكوني ذو شعبية بين اهالي المنطقة ايصال رسالة لهم بالرحيل خارج المدينة لأن النظام لايريد اي وجود (سني معارض له) على حد قوله وهم سيقدمون التسهيلات اللازمة لذلك، والا سوف تبقى حالات الاعتقالات العشوائية مستمرة ولن يخرج اي شاب حيا من فروع الامن في المدينة حيث ذكر لي انه بعد خروجي سيسلم 19 عشرة جثة تم تصفيتها تحت التعذيب، وبالفعل بعد خروجي بساعات من الفرع بدأت الاخبار تتوالى عن وصول اسماء شهداء من منطقتي قتلت تحت التعذيب ".
وعن سؤاله عن كيفية التسهيلات التي تحدث عنها المحقق قال "احمد": حاليا هناك مافيا تابعة لاجهزة الامن في المدينة تقوم بتقديم تسهيلات كبيرة لاغلب الراغبين بالخروج فمثلا من هو مطلوب لاجهزة الامن بمجرد دفع مبلغ 400 الف ليرة سورية يتم ازالة اسمه من الحدود كمطلوب لاجهزة الامن لمدة 72 ساعة وخلالها يمكنه المغادرة، في حين ان جواز السفر الخاص به يتم انهائه سريعا حتى لو كان مطلوبا للامن بشرط وضع تعهد بالمغادرة فورا، وهناك تسهيلات بالخروج من ميناء طرطوس حصرا ومن دون تفتيش وتسهيل الخروج حتى لو كان مطلوبا من عدة فروع امنية وهذا الكلام محصور على سكان السنة في اللاذقية وتحديدا ابناء مدينة جبلة ".
ولعل حي الصليبة يتصدر مشهد هذه المضايقات الامنية التي تهدف الى التهجير، ففي الاونة الاخيرة بدأت عصابات الامن تنفيذ حملة مداهمات لمحال تجارية تحت حجة التفتيش حيث تقوم بسرقة اغراض المحلات ومحتوياتها امام اعين الجميع وفي وضح النهار وتقوم بتحميلها والذهاب، في حين انتشرت في المدينة عصابات مهمتها السلب والنهب وتحت اعين اجهزة الامن تقوم بتحديد محلات اهالي السنة تقوم بفرض اتاوات عليهم تدفع عند كل اول شهر، في حين شهدت عدة منازل مداهمات تم خلالها سرقة مصاغ وذهب واموال ومقتنيات شخصية.
والخطير في هذه الممارسات عمليات الابتزاز التي انتشرت مؤخرا على العقارات، حيث يقول "فارس" وهو صاحب عقار في مدينة اللاذقية لاخبار الآن إنه تعرض لعملية ابتزاز: "تم اعتقالي بداية هذا العام وتحت التعذيب طلب مني المحقق التنازل عن البيت الذي املكه مقابل خروجي حيا، وحين وافقت طلب مني عند خروجي ان اجلب له تنازل من باقي اخوتي الذين يسكنون معي في نفس البناء والا سيكون مصيرهم الاعتقال أيضا، الامر الذي دفعنا الى اللجوء الى احد السماسرة المدعومين من اجهزة الامن لبيع كل ما نملك انا واخوتي بنصف السعر والخروج بعد ذلك نحو تركيا ".