تضاف صعوبة التنقلات في مدينة حلب إلى الأعباء الملقاة أصلا على كاهل السوريين هناك، فقد بات التنقل من حي إلى آخر في العاصمة الإقتصادية لسوريا، يشكل تحديا حقيقا للأهالي وسائقي سيارات الأجرة أيضًا، إذ إن الأخطار التي قد تعترضهم بسبب طيران النظام لا حصر لها. يضاف إلى ذلك الأزمة المادية بسبب غلاء الوقود في المنطقة بسبب الحصار المفروض عليهم.
هكذا بات المشهد الحالي في مدينة حلب وأهلها الأحرار، ليجسد جرحا جديدا طالت آلامه وسائل النقل التي تعتبر عصب الحياة في أي مدينة وبلدة. وهنا في حي السكري نشهد مآساة جديدة تلحق بالأهالي وبالسائقين على حد سواء ألا وهي صعوبة وخطورة عملية المواصلات.
فمن جهة نجد الأهالي يعانون من ارتفاع أسعار النقل الذي سببه غلاء الوقود في المنطقة وكل ذلك في ظل أزماتهم المادية والمعنوية التي سببها الحصار والدمار.
وعلى الجانب الأخر نجد أن كفاح السائقين في خدمات النقل قد أصبح هباء منثورا إما بسبب قلة الزبائن كنتيجة للغلاء الملحوظ في أسعار الوقود، وإما بسبب استهداف طيران النظام لتجمعات عربات النقل، مما يضطرهم الأمر أخيراً للخروج ليلاً دون أضواء للعمل وقضاء حوائج الناس.
إن هذا الواقع الأليم يجسد لنا المعاناة والصبر الحقيقيين للسائقين في مدينة حلب. ففي حال إمكانية العمل فإنهم يجدون صعوبة كبيرة في إيجاد الزبائن، وفي حال الحصول على ذلك فإنهم يصبحون عرضة لخطر القصف بالبراميل المتفجرة من قبل طيران النظام. لنجدهم في النهاية واقعين ما بين نارين، نار الخشية من الفقر والعناء، ونار البراميل الرمضاء.