عمّم نظام الأسد خلال الأيام القلية الماضية على شُعب التجنيد في حلب قراراً يقضي بعدم إعطاء ورقة لا مانع من السفر الضرورية للحصول على جواز سفر لكل شاب مسرح منذ 12 عاماً ولم يلتحق بالعسكرية بعد، كما كثفّت (الشرطة العسكرية) من حملات مداهمتها للمنازل السكنية في العديد من الأحياء الواقعة تحت سيطرة النظام بحثاً عن المتخلفين على الالتحاق بالخدمة العسكرية، ونشرت حواجز جديدة على الطريق الرئيسية.
وجاء في قرار النظام الذي وصل إلى شعب التجنيد في حلب أن الإدارة العامة تطلب من شعب التجنيد عدم إعطاء ورقة لا مانع، وتؤكد على السحب الاحتياطي، كما توكل لفرع الشرطة العسكرية مهمة سحب الشبان المتخلفين عن الخدمة العسكرية، واقتياد المسرحين إلى الاحتياط بقوة السلاح إن مانعوا"، وشمل قرار النظام كل سوري دون الثلاثين عام سواءً كان طالباً أو موظفاً أو معفى من الخدمة حسب القرارات القديمة، وسحب كل ضابط مسرح من عام 2001، بينما أفاد الأهالي أن النظام يقتاد بعض الشبان الذين يبلغون الـ40 عام أيضاً.
وأكد عدد من سكان أحياء حلب الغربية لمراسل "أخبار الآن" أن نظام الأسد بدأ بالتعبئة العسكرية تمهيداً للنفير العام، وبأن أجهزته الأمنية اعتقلت خلال الأيام الماضية مئات الشبان واقتادتهم إلى العسكرية عنوة، وبأن الكثير من الذين أجبروا على حمل السلاح موظفون معيلون لأسرهم ومسرحين من العسكرية قبل انطلاق الثورة بسنوات، وبأن الاعتقالات تمت عبر توقيف المدنيين على الحواجز أو عبر مداهمة المنازل السكنية، وبأن الشرطة العسكرية اقتادت الكثير من الطلاب من كلياتهم في جامعة حلب إلى الخدمة العسكرية أيضاُ.
وأشار الأهالي إلى أن قوات النظام تركز في سحبها للاحتياط على الشبان الذين بصحة جيدة وممن كانوا في العسكرية يتبعون لمرتبات القوى البرية اختصاص مشاة، ودبابات، والذين خدموا في الحرس الجمهوري، والفرقة الرابعة، وبأن حملات المداهمة والاعتقال شملت أحياء الحمدانية وحلب الجديدة والخالدية والجميلة والموكابو وشارع النيل والسبيل.
إجبار النظام المدنيين على حمل السلاح جعل الكثير من شباب حلب يفرون خارج مدينتهم متوجهين إلى تركيا وعند معبر باب السلامة الحدودي التقى مراسل "أخبار الآن" عدداً من الشباب رفض معظمهم الحديث عن الموضوع بينما قال أحمد ح :"أجبرت على مغادرة منزلي في حي جمعية الزهراء واستغنيت عن دراستي خوفاً من اقتيادي إلى حرب ضد أبناء بلدي لم تعرف متى ستنتهي" مضيفاً أن عدد القوائم التي عممها النظام للسحب إلى العسكرية في حلب فاقت الـ10 آلاف اسم ما أجبر الشباب على هجرة منازلهم والتخفي عن أعين النظام لأن الكثير منهم لا يمتلكون جواز سفر لعبور الحدود.
ويعيش شباب حلب حالة من الرعب تجبرهم على التنقل من منزل إلى آخر هرباً من حملات السحب القسري إلى العسكرية، لأن نظام الأسد يتهم كل من يرفض الالتحاق بالاحتياط بالخائن للوطن ويعتقله قبل أن يزج به في الخدمة العسكرية رغماً عنه، وهنا يقول عضو الاتحاد الوطني لطلبة سوريا في جامعة حلب لمراسل "أخبار الآن" رفض ذكر اسمه " نظام الأسد قرر بالفترة الأخيرة التعبئة لسد الثغرات بعد قلة أعداد القادمين من الميليشيات الأجنبية للمقاتلة مع قوات النظام ضد الجيش الحر في سوريا، وبشكل خاص بعد خسارة قوات النظام المئات من العناصر خلال الاشتباكات مع الثوار في الكثير من الجبهات المشتعلة بالأسابيع الماضية".