يعمد كثيرٌ من شبّاب العاصمة دمشق ممن يعتقدون أنّهم مطلوبون لتأدية الخدمة العسكرية كجنودٍ احتياطيين يعمد أغلبهم إلى تجنّب المرور على حواجز النّظام و التهرّب منها بالطرق المتاحة و هذا يحمّلهم أعباءً إضافيّة إذ إنّه يضطرون للسير على الأقدام مسافات طويلة هرباً من قوّات النظام التي تنتشر حواجزها الأمنية في أغلب الشوارع.
ولا يكتف النظام بالحواجز فحسب بل بدأ بحملات إعتقال وذلك بعد مرور أقلّ من أسبوع على إصدار النّظام قوائم بأكثر من 30 ألف شاب مطلوبين للاحتياط والالتحاق بالجيش النّظامي، فعزّز من حملات الدهم والاعتقال في أحياء العاصمة دمشق التي لا تزال تحت سيطرته.
فمن مساكن برزة إلى أحياء العمارة و الميدان و المزة و ركن الدين عمدت قوّات الأمن السوري إلى شن حملات دهمٍ وتفتيش بحثاً عن شبّانٍ مطلوبين للالتحاق بصفوف الجيش.
شهود عيان في العاصمة أكّدوا اقتياد مئاتٍ من الشباب إلى مراكز النظام الأمنيّة تمهيداً لزجّهم في صفوف الوحدات المقاتلة على جبهات العاصمة وريفها.
حملات الدهم هذه فسحت المجال مجدّداً لضبّاط النّظام كي يحصلوا على مبالغ ماديّة كبيرة لقاء غضّ النّظر عن بعض الشباب القادرين على سداد ما يطلبونه من رشوة.
يقول الشاب محمد المقيم في دمشق إنّه دفع مبلغ 150 ألف ليرة سورية حتى تمكّن من الوصول إلى لبنان هرباً من جحيم الالتحاق بالجيش النظامي.
يضيف محمّد: "حاولت دائماً الابتعاد عن الحواجز الأمنية فكنت أذهب إلى عملي سيراً على الأقدام، لكنّ مداهمة منزلنا في ركن الدين كادت أن تودي بي لأكون في صفّ من يقتل أهلي السوريين في الغوطة وغيرها، مفاوضات ليست بالطويلة بيني و بين الملازم أول أويس من الأمن العسكري انتهت بأن يحصل على مبلغ 75 ألف ليرة مقابل التغاضي عني لمرة واحدة فقط أي أنّه لن يكون كفيلاً بإعفائي من الالتحاق بالجيش، قال لي الملازم أويس إنّي أملك مهلةً يومين حتّى أغادر دمشق و إلّا فإنّه سيلقي القبض علي في المرات القادمة، لملمت أوراقي وقررت السفر إلى لبنان وهو ما تطلّب منّي دفع مبلغٍ مماثل لضابط يدعى أبو رعد على المنفذ الحدودي بين سوريا و لبنان كي يسمح لي بالمغادرة و هو ما تمّ بالفعل".
بين خيارين لا ثالث لهما يقبع شباب العاصمة دمشق فإمّا التحاقٌ مباشر بقوّات النظام و إمّا التخفي أو الهجرة بطرق ملتوية وفي كلتا الحالتين لن يكون الأمر سهلاً على الإطلاق.