أخبار الآن | نيويورك – الولايات المتحدة – (نيويورك تايمز)
ماتزال مستودعات الأسلحة الكيمايئية الكيميائية العراقية القديمة التي تنتشر على مساحات واسعة من البلاد تشكل خطرا بعد ان فقدت الولايات المتحدة قدرتها على ضبط تلك الأسلحة
ففي تحقيق نشرته صحيفة نيويورك تايمز على موقعها اشار شهود من الجنود الأمريكيين الذين شاركوا بالحرب في العراق أن هناك عشرات المستودعات الأسلحة تحتوي على كميات من مواد تستخدم في تصنيع الأسلحة الكيميائية اضافة إلى الاف الصواريخ المعدة للاستخدام الكيميائي
وتقول حكومة الولايات المتحدة إن عملية تدمير الكيميائي العراقي لم يعد يشكل تهديدا. ولكن ما يقرب من عقد من الخبرة في زمن الحرب أظهرت أن الذخائر الكيميائية العراقية القديمة في كثير من الأحيان لا تزال تشكل خطرا وخاصة فيما يخص الاستخدامات المحلية كتصنيع القنابل بدائية الصنع، من قبل مليشيات متمردة فالأمور تغيرت وليست كما كانت عليه في عام 2004.
ففي يونيو بعثت الحكومة العراقية رسالة إلى الأمم المتحدة ، وقالت إن حوالي 2،500 صوارخ قادر على حمل رؤوس كيميائية اختفت من المستودعات العراقية الموجودة في المناطق التي سيطر عليها تنظيم داعش ، وكان مسؤولون عراقيون أكدوا ان أفراد التنظيم نهبوا المعدات وتم رصدهم قبل اغلاق كاميرات المراقبة من قبل مقاتلي التنظيم.
ومع هذا التوسع لداعش وسيطرته على مواقع عسكرية هامة منتشرة على مساحة تبلغ تقريبا ثلث مساحة العراق بات الخطر يهدد بشكل أكبر على الأمن العام في العراق وسوريا على حد سواء
الجيش الامريكي يتكتم على عدد جنوده ممن اصيبوا باسلحة العراق الكيميائية المتروكة
واجه الجنود الأمريكيين والعراقيين منذ العام 2004 حتى العام 2011 مرارا وتكرارا اصابات ناتجة عن انفجارأسلحة كيميائية كانت مخزنة في مستودعات تعود إلى عهد صدام حسين
وتناولت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية حالات من الانفجارات التي حدثت إما عن طريق الخطأ أثناء تدمير مخزون ما أو عن طريق مداهمة تسببت بانفجار تلك المخازن السرية مستفيدة من شهود أمريكيين كانوا قد شاركوا في الحرب الأمريكية على العراق 2003
ففي أغسطس آب عام 2008 قرب مدينة التاجي انفجرت كومة من قذائف المدفعية العراقية القديمة ودفنت بجانب بحيرة صغيرة وكان الانفجار جزءا من محاولة لتدمير الذخائر التي يمكن استخدامها في صنع قنابل بدائية الصنع ما كشف عن مزيدا من القذائف كانت مخبأة هناك
وكان الاخصائي اندرو غولدمان أحد المشرفين على عملية التدمير تلك حيث لاحظ وجود رائحة غريبة وقال "هناك رائحة لم اشمها من قبل وليست لبارود ناتج عن انفجار"
واخبر غولدمان قائد فرقته الرقيب إريك دولينغ الذي قال "لا تبدو هذه الرائحة وكأنها تخرج من مياه البركة"
ومن جهته أكد أخصائي مسوح القذائف في ورقة الكشف الكيميائي الذي كان موجودا حينها " هذه الرائحة تشير إلى أنها ناتجة عن غاز الخردل المصمم لاستخدامات الحرب الكيمايئية حيث يصيب الضحية بحروق في الجلد والعينين عبر انتشاره في الهواء.
الرجال الثلاثة باتوا في موقف محرج حتى امر الرقيب دولينغ بإتلاف كل المواد
تلك الحادثة هي واحدة من بين عشرات بل مئات الحوادث التي تم الكشف عنها فعثرت صحيفة نيويورك تايمز على 17 جنديا أميركيا وسبعة من ضباط الشرطة العراقيين الذين تعرضوا لاصابات ناتجة عن تعرضهم لغاز الخردل وغاز الأعصاب بعد أن قال مسؤولون اميركيون "ان العدد الفعلي للقوات الذين تعرضوا لمثل هذه الاصابات كان أعلى قليلا".
وذكرت القوات الأميركية سرا إيجاد ما يقرب من 5،000 من الرؤوس الحربية الكيميائية، وقذائف أو قنابل الطيران، وفقا لمقابلات مع العشرات من المشاركين، من مسؤولين عراقيين وأميركيين، ووثائق المخابرات التي يصعب الحصول عليها بموجب قانون حرية المعلومات.
حجب الحكومة الأمريكية المعلومات التي تكشف عن القوات المرسلة إلى العراق ومنهم الأطباء العسكريون. حيث صنفتها بانها معلومات سرية تتبع للحكومة، وقالت فقط انهم من الضحايا والمشاركون، كما منعت المعلومات عن بعض افراد القوات الموجودين في الوظائف الأكثر خطورة بالحرب من تلقي الرعاية الطبية المناسبة والاعتراف الرسمي بإصاباتهم.
وقال الرقيب السابق في الجيش الذي أصيب بحروق الخردل في عام 2007 وحرم من العلاج في المستشفيات ومراكز الحجر الصحي بالولايات المتحدة على الرغم من الطلبات من قائده " شعرت وكأني حيوان تجارب ولست جنديا مصابا"
و قال جارود لامبر ، وهو قائد في الجيش تقاعد مؤخرا حيث حضر أكبر عملية اكتشاف لأسلحة الكيميائية في الحرب " عثرنا على أكثر من 2،400 صاروخ غاز أعصاب في عام 2006 وقد وجدناهم في مجمع الحرس الجمهوري".
جارود تايلور، وهو رقيب سابق في الجيش اشرف على تدمير قذائف الخردل التي أحرقت اثنين من الجنود في سرية مشاة التابعة له، قال إنه يضحك حين يسمع التقارير الاعلامية التي تتحدث عن عدم وجود اسلحة كيميائية في العراق، ويضيف ان تجربته تقول عكس ذلك وانهم وجدوا الكثير منها.
الاميرال جون كيربي المتحدث باسم وزير الدفاع تشاك هاغل، رفض الرد على حوادث معينة بالتفصيل خلال التحقيق الذي اجرته نيويورك تايمز، أو مناقشة الرعاية الطبية والحرمان من الميداليات للجنود الذين تعرضوا للاصابة بالمواد الكيميائية. لكنه قال ان نظام الرعاية الصحية والجوائز كانت قيد الاستعراض، ويتوقع أن هاجل سيعالج تلك الخدمات من أي قصور.
يذكر ان العديد من الحوادث الأسلحة الكيميائية تتجمع حول أنقاض منشأة المثنى العامة، وهي مركز إنتاج الكيميائي العراقي في 1980
وأشار خبراء إلى ان الولايات المتحدة تواجه إحراجا آخر. ففي خمسة من اصل ستة حوادث أصيب بها جنود امريكيون وعراقيون تبين أن الذخائر قد صممت في الولايات المتحدة، وتم تصنيعها في أوروبا عبر خطوط الإنتاج الكيميائية التي بنيت في العراق من قبل الشركات الغربية.
وقال عدد من المشاركين في الحرب على العراف "فقدت الولايات المتحدة قدرتها على ضبط الأسلحة الكيميائية وأن قواتها عثرت على مستودعات كثيرة غير آمنة ، ولم تحذير الناس – العراقيين والقوات الاجنبية على حد سواء – ما تسبب بانفجار الذخائر الكيميائية في الهواء الطلق.