في دمشق.. يدهشك الانفجار السكاني الكبير قد تعتقد لوهلة أن كل شيء طبيعي لكن ماأن يقترب قاطنيها من أحد الحواجز التابعة للنظام واللجان الشعبية حتى تبدء دقات القلب بالركض والأنفاس تحبس للحظات كل مايستطيع قاطني دمشق فعله عند مرورهم بهذه الحواجزوخاصة ممن تولدهم خارج العاصمة هو تجاهل كلمات شبيحة الحواجز عندما تنعتهم ببعض الكلمات اللاأخلاقية التي قد يكلف الرد عليها الضرب والاعتقال.
خلف البسطات التي تفترش شوارع دمشق تختبىء أسحلة اللجان التي مهمتها التصدي لأي أمر طارىء وبث الرعب في صفوف السكان.. هو احتلال بشكل غير مباشر تحت شعار الحماية والأمان. الأمان الذي فقده سكان دمشق بعد أن غصت شوارع العاصمة بالسلاح الذي لم يعد بالإمكان السيطرة عليه بعدما أصبح بيد أشخاص لطالما كان أغلبهم يقطن بالسجون لسنوات تحت مسمى (اللجان الشعبية ).
في حي مساكن برزة يتداول الأهالي قصة قتل الشاب المدعو احمد شمسو الذي كان يقود سيارته قبل أن يصطدم بسيارة اخرى تعود ملكيتها لاحد الضباط الذي لحق مسرعا بشمسو وهو يكيل على شمسو الشتائم وما أن يبدء الشاب شمسو بالهرب خائفا من أن يقع بمشاكل مع الضابط، حتى يعطي هذا الضابط أوامر لحاجز البحوث: أنا ضابط وهذا الذي يهرب هو ارهابي ليمطر الحاجز الشاب بالرصاص ويتم تنفيذ حكم الاعدام الميداني بحق الشاب والقاضي هو الضابط!
وفي نهر عيشة يرفض احد عناصر اللجان الاصطفاف في طابور الانتظار على محطة الوقود ويطلب من صاحب المحطة المدعو بديع عليا أن يملىء سيارته بالوقود حالا وعندما رفض صاحب المحطة الانصياع له طالبا منه احترام من يقف بالطابور قام هذا العنصر بافراغ رصاصات سلاحه بصاحب المحطة ليرديه قتيلا!!
وفي حاجز قريب من ساحة السبع بحرات يوقف احد عناصر الحاجز فتاة في العشرينات ويطلب منها هاتفها الشخصي تحت حجة اجراء أمني، ثم يطلب من الفتاة أن تعود اليه لتأخذ الهاتف في المساء لحين اكتمال فحص الهاتف الفتاة كانت تعلم أن شيئا اخر يريده ذاك العنصر وهو مادفعها الى عدم المرور نهائيا من أمام ذلك الحاجز..
هذه القصص وغيرها يتتداولها سكان دمشق كل يوم ليصبح الخوف هو المسيطر عليهم اكثر، كل واحد منهم قد يكون هو التالي على لائحة القتل العشوائي.