مع كلّ فشلٍ جديد لقوّات النظام البريّة المدعومة بمليشيات طائفية محلية وأجنبيّة في إحكام السيطرة على حي جوبر شرق دمشق، والذي خضع مطلع العام 2013 لسيطرة الثوّار، كانت القيادة العسكريّة في جيش النظام تصعّد من أسلوب الهجوم على الحي فبعد الهاون والمدفعية والطيران، وبعد الاستهداف الكيماوي المتكرّر ومع استمرار الفشل لجأ الأسد لاستخدام الصواريخ المظلية (سميريتش) ذات التغطية النارية الكثيفة لكنّه أيضاً لم يجنِ من الثمار سوى مزيداً من الدمار الذي لحق بكل شيء في جوبر.
مؤخّراً أدخل الأسد نوعين جديدين من العتاد الحربي ليزيد من قدرات جيشه التدميرية، ويحرز تقدماً يرضي من خلاله المؤيدين الذين ملّوا الحديث عن سيطرة قريبة على حي جوبر استغرقت عاماً ونصف.
النوع الأول من العتاد المستخدم حديثاً هو صواريخ زلزال -2 إيرانية الصنع ذات الأثر التدميري الكبير. مصدر عسكري قال لأخبار الآن إنّ صواريخ زلزال تحمل رأساً منفجرة بزنة 600 كغ، وهو ما يعادل وزن الرأس المنفجرة لصواريخ سكود بعدية المدى، وهي صواريخ عديمة التوجيه أي أنّ احتمال الخطأ فيها كبير ويصل لدائرة بقطر 300 متر، فيما يصل مداها حتى 200 كم.
المصدر قال إن اللواء 158 صواريخ المتمركز قرب تل أصفر في السويداء هو المسؤول عن إطلاق هذه الصواريخ باتجاه حي جوبر وأنّ اللواء يمتلك قرابة 340 صاروخاً من هذا الطراز.
أمّا النوع الآخر الذي دخل معركة جوبر مؤخراً فهو كاسحة الألغام UR 77 روسيّة الصنع والتي استخدمها الروس خلال حرب الشيشان، تتمتع منظومة الصواريخ الكاسحة للألغام بقدرة تدميريّة كبيرة، فهي مجهزة لتدمير قطعة من الأرض بطول 90 متراً و عرض 6 أمتار.
وتيرة القصف الذي يتعرض له حي جوبر ستكون كفيلةً إذا ما استمرت على هذا النحو بجعل الحي كتلاً متجاورةً من الركام بما في ذلك الحي من أبنية أثرية مهمّة تعطي قارئ التاريخ دلالات كثيرة على عراقة هذا الحي.