تتعرض مدينة سراقب بريف إدلب منذ قرابة شهر ونصف لهجموم مكثف من قبل طيران الأسد المروحي والحربي، خلف العشرات من الضحايا المدنيين بينهم أطفال، واستعرت الحملة العسكرية الجوية خلال وبعد عيد الأضحى المبارك.
ووجهت فرق الإنقاذ المدني في سراقب نداءً إنسانياً قالوا فيه أنهم يعملون في ظروف قاسية وسط انعدام للإمكانيات والمعدات اللازمة، معلنين أن مدينة سراقب منكوبة، ومطالبين الحكومة المؤقتة وكافة الهيئات والمنظمات الإنسانية والطبية والإغاثية بالتحرك الفوري والسريع ومد يد العون لتوفير كل ما يلزم من إمكانيات ومعدات حتى يستطيعوا تجاوز هذه المحنة التي تمر بها المدينة.
وأكدت فرق الإنقاذ المدني أنها ومنذ اندلاع الحملة العسكرية على سراقب، ألقت الطائرات المروحية 38 برميلاً متفجراً منها 6 براميل في الليل، بينما شنت الطائرات الحربية 38 غارة، مؤكدين أن عدد الشهداء الأطفال بلغ 23 طفلاً و11 امرأة و20 رجلاً، وأضافوا أن عدد المصابين من الأطفال 20 طفلاً و19 امرأة و82 رجلاً.
وجراء حملة البراميل على المدينة وفي محاولة للفت أنظار وسائل الإعلام إلى ما تمر به سراقب، وتسليط كل وسائل الإعلام عدساتها نحو مدينة كوباني التي تتعرض لهجوم من قبل داعش، أخرج الناشط الصحفي فيلماً قصيراً بعنوان "أضحى سراقب"، حيث قارن فيه بين أجواء العيد التي عرضها تلفزيون الأسد في المناطق الواقعة تحت سيطرته والقصف الذي تعرضت له سراقب خلال أيام العيد والذي خلف العشرات من الضحايا المدنيين.
يقول مخرج الفيلم لـ"أخبار الآن": "أردت أن يشاهد مؤيدو النظام الذين كانوا يعبرون عن مشاعرهم بالأمن والامان بوجود جيش الأسد وقولهم أن هذا العيد أفضل من العيد الماضي، وأن صوت الطائرات أثناء اللقاء معهم توحي لهم بالامان، أردت أن يشاهدوا ماذا تفعل هذه الطائرات بسراقب، وكيف كان العيد في المدينة، كما أردت أن ألفت أنظار العالم لإجرام النظام في وقت اتجهت كل الأنظار لإجرام داعش في كوباني "عين العرب"، وتناسوا وأهملوا مأساة مدينة يعيش فيها عشرات الآلاف من المدنيين تحت رحمة البراميل والقصف الهمجي".
ويحاول نظام الأسد الانتقام من المدنيين في سراقب وعدد من مدن الريف الادلبي المحرر، بعد الخسائر اليومية على جبهة مورك بريف حماة وعدد من الجبهات التي يقاتل عليها ثوار ادلب، ومؤخرا جبهة معامل الدفاع في السفيرة بريف حلب الجنوبي.
وتشير تقديرات نشرها نشطاء وصفحات ثورية إلى نزوح أكثر من 90 بالمئة من سكان المدينة نحو الريف، هرباً من البراميل المتفجرة وصواريخ الطائرات ومدافع الفوذديكا التي تطلقها قوات الأسد من معسكر القرميد تجاه المدينة.
وتتميز المدينة بمشروع "حيطان سراقب" الذي اعتبره النشطاء "حكاية مدينة, حكاية الحرية, خطتها أنامل شعب رفض الذل و أبى إلا أن يكون حراً.