وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان اسماء 679 معتقلاً مع تاريخ اعتقالهم، ومكان الاستشهاد، قضوا جميعهم داخل السجون على أيدي عناصر المخابرات، واللجان الشعبية، العاملة تحت إلى جانب جيش النظام، منذ إعلان "للعفو الرئاسي" الصادر عن بشار الأسد في شهر حزيران من العام الحالي المخصص للإفراج عن المعتقلين الموجودين لديه.
من جهة أخرى فقد نفذت الأجهزة الأمنية مضمون العفو المزعوم ولكن على طريقتها الخاصة والمعروفة، فأطلقت سراح البطاقات الشخصية للمعتقلين بعد اعدامهم، مع بعضاً من ملابسهم، وتسليم عدد قليل جداً من الجثث لذويهم، لتنال مدينة حمص الكم الأكبر من الشهداء، ويصل عدد شهدائها إلى 129 شهيد، تليها محافظة ريف دمشق 96 شهيد، و94 شهيد تحت التعذيب لمحافظة درعا، 78 شهيد أيضا وثقوا لمعتقلي العاصمة – دمشق.
فلا وعود الأسد ولا حتى قراراته نُفذت، ولا يلوحُ في الأفق القريب تنفيذها في إطلاق سراح عشرات ألاف المعتقلين، فقد كذب النظام ولو صدق، هي الصفة التي يكنى بها "الأسد" من قبل ذوي وأسر المعتقلين لدى أفرع النظام المخابراتية، لم يلقى العفو الصادر من المكتب الخاص ببشار الأسد أي صدى أفرع المخابرات، وكأن شيء لم يصدر، لا معتقلين خرجوا، ولا الأسد تفوه بكلمة وكأنه خارج نطاق التغطية كلياً.
لتسود حلة كبيرة من التخوف لدى ألاف العوائل السورية على ابنائهم وذويهم، مع كل ترويج إعلامي لإعلام الأسد عن اي عفو رئاسي قادم، بعد ما شاهدوه من تصفية المعتقلين في سجون النظام، وممارسة شتى أنواع العقاب بحقهم، مع عدم تسليم الأهالي جثامين الشهداء.
العفو الرئاسي المزعوم غطى أرجاء سورية قاطبة بالتصفيات الميدانية وتحت التعذيب داخل سجون نظام الأسد، فكان لمدينة ادلب 76 شهيد، ولحماة 64 شهيد أيضاً، ولمحافظة حلب 29 شهيد، واللاذقية 21 شهيد، ومجموع شهداء القنيطرة والرقة والحسكة وطرطوس 37 شهيد، كلهم قضوا تحت التعذيب الوحشي إبان العفو الذي أصدره الأسد.
العفو الرئاسي لم يقف هنا وحسب، بل تجاوز إلى اقبال قوات النظام ولجانه إلى اعتقال المزيد من المدنيين السوريين، فقد وثقت الشبكة السورية لحقوق الانسان اعتقال 1217 شخص، بينهم 52 امرأة، من تاريخ صدور العفو في التاسع من شهر حزيران للعام الحالي.
الجدير ذكره ان نظام الأسد لم يوقف حملات الاعتقال للمدنيين في المناطق المهادنة مع جيشه، ولم تنتهي عملية الاعتقال، ولا عملية القتل تحت التعذيب، حيث يسعى نظام الأسد عند كل فرصة تتاح لاعتقال المزيد من المدنيين للضغط على المناطق المهادنة لتبقى على حالها، والتلاعب بعامل الوقت مع لجان التفاوض، والتسويف والتأجيل مع كل مدينة أو منطقة هادنت الأسد وجيشه.