أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (غرفة الأخبار)

بات تنظيمُ داعش الآن يسيطر على المواردِ والأراضي بشكلٍ لا مثيل له في تاريخِ المنظمات والجماعات الإرهابية حول العالم .

فبحسبِ خبراء، فإن التنظيمَ يستطيعُ أن يحصل على إيراداتٍ تتراوح ما بين ثلاثة إلى خمسة ملايين دولار شهريا ، ويقول البعض إن الحقول النفطية وحدها التي يسيطر عليها ، تستطيع أن تدر دخلا يتراوح ما بين مليون إلى مليوني دولار يوميا .

المحلل الاقتصادي والسياسي جميل انطوان ، قال لأخبار الآن إن داعش لا يهمه حصيلة بقائه في هذه الأرض التي يتحكم فيها سياسيا واقتصاديا ، المهم بالنسبه له ، هو جمع المال بأي طريقة كانت ، عبر قوانينه الخاصة وليس عبر نظام دولة ، ومسؤولية دولة أمام مواطينها ، فهو لا يهمه كيف يعيش المواطن وكيف يحقق أرباحه .

وأكد انطوان أن التنظيم اليوم أصبح يتحكم بثروات كبيرة ، أولها النفط الذي تبيعه بأسعار بخسة ، قد تصل إلى ثلاثين أو أربعين دولار للبرميل الواحد ، ويباع داخليا عبر السيارات الناقلة والصهاريج إلى مصاريف صغيرة خارج البلاد ، وتجني المبالغ من هذه العمليات ، إضافة إلى ذلك فهي تسيطر على أهم محصول استراتيجي وهو الحبوب ، وهناك مخازن كبيرة وقعت تحت سيطرتها ، والآن سيأتي الموسم خلال الشهر القادم ، وهذه الأراضي تحتاج إلى زراعة وحراثة ، هناك ما يقرب 40 بالمئة من محصول الحبوب تحت يد التنظيم ، وهذا يشكل خطرا كبيرا .

على الرغم من سيطرة البشمركة على سد الموصل ، لكن لا زالت داعش تستطيع التحكم في هذا الموضوع ، وبالتالي الأراضي الزراعية التي تقع في محافظة نينوى وتشكل الخزين الاستراتيجي للحبوب العراقية ، سوف تحرم السوق العراقية من هذه الحبوب ، ليضطر العراق إلى شراء القمح والتعاقد مع السوق العالمية وهذا ينعكس سلبا ، وليكن معلوما ، بأن داعش لا تدير العمل بشكل عشوائي ، هي تديره بشكل اقتصادي منظم ، تعرف أين تضع يدها ، وهناك طرق تقوم باستخدامها في القضايا الحربية والعسكرية ، تقطع المياه وتغرق مناطق معينة وتسيطر على سدود ومصافي النفط ، واليوم لا يغيب عن بالنا ، أن مصفى بيجي الذي كان يضخ للسوق العراقية ما يقرب من 180 ألف برميل من المنتجات النفطية المصفاة ، حرم منها العراق الآن ، وهذا ليس تفكير عشوائي ، هذا تفكير منظم ومنسق تديره شبكة من الاقتصاديين الذين يديرون داعش بمستوى العمل العسكري والأمني لديهم .

وعن الموارد المالية التي يجنيها التنظيم قال المحلل الاقتصادي والسياسي إن داعش تبيع المنتجات النفطية بأسعار بخسة ، أي بنصف الأسعار العالمية ربما ، وتحقق مالا يقل عن مليونين ونصف دولار يوميا ، وأن هذه المبالغ بالنسبة لداعش تشكل حجر زاوية في تقوية واقعها العسكري والمادي ، مشيرا في ذات الوقت أن التنظيم لديه مصادر تمويل أخرى ، واليوم داعش أصبحت تمتلك مايقرب من المليار ونصف دولار ولا تصرف منها إلا القليل . لانها لاتدفع شيئا على تسليحها ، فغالبية السلاح استولت عليه من الجيش العراقي ، عند ترك محافظة نينوى ومناطق أخرى وترك ثكاناته.