لم تثنه أطرافه المبتورة عن المشاركة في اقتحام اكبر معاقل قوات النظام وأكثرها تحصيناً في ريف درعا، قاد مجموعته مقتحماً خطوط دفاع قوات الأسد، واقتحم مع زملائه تل الحارة الاستراتيجي، الذي تتمركز به قوات النظام، وذلك ضمن معركة "الفجر وليال عشر" التي اطلقها ثوار درعا أمس الأول.
ناشطون، وإعلاميون تناقلوا عبر شبكات التواصل الاجتماعي "فيس بوك، وتويتر" صوراً للمقاتل "نادر الحريري"، أو "ابو علي" كما يفضل زملائه المقاتلين مناداته.. الحريري من مواليد مدينة بصر الحرير في ريف درعا، فقد اطرافه العليا، إثر اصابته في إحدى المعارك مع قوات النظام بتاريخ 18/11/2011، حيث استهدف الثوار في المعركة تجمعاً لقوات النظام على أوتوستراد "درعا – دمشق" الدولي، وأسفرت الإصابة عن بتر اطرافه العليا من اسفل الكتفين.
الناشط الإعلامي محمد فالوجي قال لـ أخبار الآن: "إثر اصابته في معركة أوتوستراد دمشق، نقل للعلاج في المانيا، حيث ركبت له اطراف صناعية ذكية للاستخدام البسيط، ليعود ويستخدمها في قتال قوات النظام كما قبل الإصابة".
وأضاف الفالوجي: "لم تكن معركة تل الحارة المعركة الوحيدة التي شارك فيها الحريري، بل شارك في عدة معارك قبل تركيب الأطراف الذكية، حيث شارك في معركة تحرير كتيبة النقل مؤخراً بالقرب من بلدة بصر الحرير، والمعارك التي اطلقها الثوار ضد انتخابات الدم".
وعن كيفية مشاركته في المعارك أوضح الفالوجي بالقول: "ساعده بعض زملائه في تصميم رشاش (كلاشنكوف) مخصصاً له، بحيث يستطيع استخدامه بما يتلاءم مع الإصابة، الأمر الذي اتاح له المشاركة في المعارك كباقي زملائه الثوار".
في السياق، افاد ناشطون أن الحريري قاد احدى مجموعات الاقتحام في معركة تل الحارة الاستراتيجي بأطرافه الاصطناعية، واستطاعوا اختراق خطوط دفاع قوات النظام، وتمكنوا من السيطرة على التلة.
الجدير بالذكر أن تلّ الحارّة الشهير يقع الى على الأطراف الشمالية الغربية لمدينة الحارة، ومتصلاً بها، حيث يبلغ ارتفاعه 1075 م عن سطح البحر، و200م عن مدينة الحارّة، وهو أعلى التلال في المنطقة الجنوبيّة في سورية، والتل مكسوّ بأشجار السرو، والصنوبر، ويمكن من خلاله رؤية العديد من المدن، والأماكن المحيطة به.