أخبار الآن | ريف دمشق – سوريا – (جواد العربيني)

 أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي تشكل حاجة أساسية في حياة السوريين مع واقع التباعد الإجتماعي نتيجة موجات النزوح الأمر الذي أصبح يقسم العائلة السورية الواحدة إلى عائلات متباعدة  الأطراف ترتبط ببعضها عبر وسائل التواصل الإجتماعية لكن هذا التواصل سرعان ماانقلب الى بناء ارتباطات بين شبان وشابات سوريين سيكون جمع كلا منهم  في مكان واحد أمرا مرتبطا حدوثه بالأحداث الدائرة في سوريا.

لم يجد خير الدين الذي يقطن في السعودية إلا ابنت عمته رؤى التي تقطن في مصر لتكون شريكة حياته المستقبلية أما عن طريقة خطوبته فيقول خير الدين أبي مقيم في السعودية منذ الأحداث التي دارت في سوريا سنة 1982 ولدت هنا وعندما قررت الإرتباط  كان علي أن أختار من سوريا نصحتني شقيقتي المقيمة في مصر بالإرتباط بإبنت عمتي التي لم أراها في حياتي فأرسلت الي عمتي صور ابنتها وارسلت صورتي الى رؤى وتم عقد القران عبر السكايب الذي أصبح وسيلنتا في التواصل

يضيف خير الدين لاأستطيع السفر الى مصر بسبب عملي  كما أنني لم أتمكن من  أن أتي بخطيبتي الى السعودية لعدم توفر الإقامة لها وهذا مايجعل من زواجنا أمرا مرهونا بالأحداث السورية فمن يدري فربما سوريا ستجمعني بها

أما هدى فقصتها تتركز حول صعوبة خروجها من الغوطة المحاصرة الى الاردن من أجل اتمام زواجها من خطيبها رائد تقول هدى تقدم أهل رائد لخطبتي في الغوطة وقالو أن رائد موجود بالاردن ونظرا لنيتنا مسبقا  النزوح الى الاردن تقبلنا الفكرة ورأينا بعضنا عبر السكايب لمدة عشر دقائق وتم عقد القران ومنذ سنة تقريبا أنا واهلي نحاول الخروج من الغوطة والذهاب للاردن لكن الحصار يقف بوجهنا لكن حتى التواصل مع خطيبي امراً بغاية الصعوبة فشبكات الكهرباء والاتصالات مقطوعة منذ عام ونصف ولااستطيع التواصل معه الا عبر الذهاب الى مقهى نت والحديث معه لفترة قصيرة كل اسبوع

أما عماد فهو جندي منشق عن جيش النظام في الغوطة الشرقية وهو من مواليد الرستن كان على عماد ان ينصاع  للأعراف المتبعة في الرستن والتي تنص أن شريكة الرجل في حياته يجب ان تكون من اختيار الأب أو الأم ووفقا لهذه الاعراف اختارت والدة عماد شريكة ابنها المستقبلية في الرستن وتم عقد القران عبر السكايب ومنذ سنة عماد يتواصل مع خطيبته عبر السكايب بحسب توفر الانترنيت يقول عماد كان علي ان انصاع للاعراف والى الان وبعد مرور عام على خطبتي وأنا احاول الخروج من الغوطة من اجل العودة الى الرستن لاتمام حفل الزواج لكن كل شيء مرهون بتطورات الاحداث هنا

وتبقى هذه القصص هي جزء من مئات القصص التي يتميز بها السوريين هذه الأيام وهم يغطون مناطق مختلفة من العالم لكن هذا السيناريو لهؤلاء العاشقين قد يكون طويلا ومتعبا وحتى تختار له نهاية سعيدة يجب اولا ان تكتب نهاية للاحداث الدائرة في سوريا.