أكد مصدر عسكري لأخبار الآن من مدينة معضمية الشام بالريف الغربي للعاصمة السورية، قيام جيش الأسد المتمثل بـ"الفرقة الرابعة" التي يقودها ماهر الأسد ونائبه العميد غسان بلال, بتجهيز عشرات الأنفاق أسفل المدينة من جهاتها الأربعة, مستغلاً حاجة المدنيين داخلها بتأمين المواد الغذائية, بعد حصارها لمدة تزيد عن عام وشهرين وسط تخوفات كبيرة لدى عناصر النظام من الغوطة الغربية إبان التقدم الكبير الذي اكتسبته المعارضة خلال الفترة الماضية, لتشهد المدينة خلال الأشهر الخمسة الماضية تحركات كبيرة لقوات الأسد تحت الأرض, متمثلة بتجهيز الأنفاق المخصصة للأفراد والآليات الثقيلة, إلى نقاط عجزت عن دخلوها خلال المعارك الضارية التي جرت في الأشهر السابقة.
وفي حديث خاص لأخبار الآن مع "أبو عدنان الحوراني", قيادي من المعارضة السورية المسلحة بالمنطقة الجنوبية الشرقية لمدينة معضمية الشام قال: "خلال تمركزنا على أطراف المدينة بشكل دوري على مدار الساعة, لاحظنا في الشهور الخمس الأخيرة أصوات غريبة تحت الأرض, لنتأكد بعدها من قيام عناصر الأسد المتمثلة بالفرقة الرابعة واللجان الشعبية بتجهيز أنفاق للمشاة في الجهة الشرقية والجنوبية الشرقية من المدينة, كما سمع عناصر الحرس أصوات الحفريات في الفترة الأخيرة بشكل كبير, لترصد قوات المعارضة المسلحة 5 أنفاق مخصصة للمشاة فقط من الجهة الشرقية والجنوبية الشرقية, وبطول بات يشارف على 200 متر من تواجد اللجان الشعبية في الحي الشرقي الموالي للأسد".
وأوضح القيادي في الجيش الحر أن النقط التي تم رصدها أيضاً من الجهة الشمالية المحاذية لطريق دمشق- القنيطرة هي نفقين للمشاة من عناصر النظام أسفل خزان المياه, والمدرسة, حيث المسؤول عنهما هم المخابرات الجوية التابعة لمطار المزة العسكري, والفرقة الرابعة بمساعدة اللجان الشعبية, وفي الجهة الغربية للمدينة يقوم الحرس الجمهوري في جيش النظام بتجهيز أنفاق بشكل "مخيف للغاية", متمثلة بتجهيز أنفاق معدة لهجوم مباغت.
وأكد القيادي الحفريات قد تجاوزت نقاط تمركز مقاتلي المعارضة السورية المسلحة بحوالي 400 متر باتجاه الأحياء السكنية ضمن مزارع الزيتون التابعة للمدينة, وقد تم رصد ثلاثة أنفاق من الجهة الغربية للمدينة, كما قامت عناصر الحرس الجمهوري باستخدام مدنيين بنقل مخلفات الحفر, دون معرفة هوية أولئك المدنيين, ان كانوا من المعتقلين أو عناصر مدنية ضمن صفوف قوات النظام, ومن الجهة الجنوبية للمدينة رصدت كتائب المعارضة أيضاً حفريات من المنطقة المطلة على جبهة التحرير الفلسطينية التي يقودها "أحمد جبريل".
وأضاف "الحوراني" في بداية الأمر لم يكترث أحد لهذه الملاحظات التي تم توثيقها, ولم تلقى أذان صاغية باعتقاد البعض الأهمية الكبرى التي يوليها نظام الأسد للهدنة, وحرصه على عدم افشالها, ولكن مع مرور الأيام وتوالي الحفريات, والأصوات تحت الأرض سعت كافة الفصائل العسكرية المقاتلة في المدينة إلى القيام بإجراءات سريعة, لإيقاف هذه الحفريات التي باتت تشكل خطراً حقيقياً على المدينة وأهلها البالغ عددهن ما يزيد عن 25 ألف مدني داخل المدينة.
ولكن الضعف الشديد في امكانيات المعارضة المسلحة لم تنجح إلى الآن بشكل كبير من ايقاف تلك الحفريات, فيما قام مقاتلي المعارضة بإجراءات يستند نجاحها على اندلاع المعارك من جديد بين الجانبين, مؤكداً زود مقاتلي المعارضة المسلحة عن المدينة بكل ما يملكون لمنع قوات الأسد وميلشياته من دخول المدينة في حال اقدامهم على محاولات اقتحامها في الفترات القادمة.